الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كتائب البعث ... قوة جديدة لمقاومة الثورة

كتائب البعث ... قوة جديدة لمقاومة الثورة

08.06.2014
يزن شهداوي


الحياة
السبت 7/6/2014
بات من الواضح عدم قدرة النظام السوري على حسم الثورة السورية بجيشه وقواته النظامية، فاستعان بقوات "حزب الله" اللبناني وبقوات من إيران وروسيا وبشباب من القرى الموالية له وجندهم لخدمة مصالحه. كما جند الشباب الجامعي في الجامعات السورية في كتائب حزبية بعثية تحت مسمى "كتائب البعث" لمساندة قوات النظام وقوات الدفاع الوطني كرديف للجيش العربي السوري.
وهذا شمل كل جامعات سورية وإن بدأت هذه الظاهرة من جامعة حلب ومن مدينتي طرطوس واللاذقية اللتين يطغى عليهما أبناء الطائفة العلوية. وقد خرّجت جامعة حلب الدفعة الأولى من كتائب البعث والتي ضمّت عدداً كبيراً من الطلاب والطالبات.
ويُخضع النظام عناصر كتائب البعث لدورات عسكرية وتدريبية على حمل السلاح والمناورات العسكرية، ويجهزهم ويدفع بهم إلى ساحات القتال كما حصل في مناطق عدة من مدينة حلب، بينما وقف عناصر كتائب البعث في محافظات أخرى كدمشق وحمص على الحواجز التابعة للنظام فقط لتفتيش المدنيين والعثور على المطلوبين منهم، وكان عملهم الأساسي ضمن الجامعات اعتقال الطلبة المناهضين والناشطين الموجودين في داخلها وقمع التظاهرات التي قد تخرج منها، إضافة الى المشاركة في عمليات القتال على بعض الجبهات.
وتتكون غالبية عناصر كتائب البعث من أبناء الطائفة العلوية ومن أبناء القرى الموالية للنظام كما يوجد فيها بعض العناصر من الطائفتين السنية والمسيحية في حلب ودمشق واللاذقية، وقد تم تجنيدهم بدعوة من حزب البعث من طريق مكاتبه وهيئاته في جميع الكليات والجامعات.
وبات من الملاحظ جداً في الآونة الأخيرة في الجامعات وجود طلبة يرتدون الزي العسكري الخاص بالجيش لكنهم يتميزون بشارة يضعونها على سواعدهم تحمل شعار حزب البعث، أي "خريطة الوطن العربي" ومكتوب أعلاها كتائب البعث، إضافة إلى وجود البعض منهم ممن يحمل السلاح داخل الحرم الجامعي في جامعة حمص في شكل علني. والحال أن كتائب البعث لا تقتصر على الذكور بل هناك العديد من الطالبات اللواتي يقفن على الأبواب الرئيسية للكليات داخل جامعة حمص لتـفتيش الطالبات عند دخولهم او خروجهم.
وقد وصلت أعداد المنتسبين من الطلبة الجامعيين إلى ما يزيد عن سبعة آلاف طالب جامعي يقاتلون إلى جانب الجيش، بينما يقتصر عمل الطالبات المنتسبات على الوقوف على الحواجز وعمليات التفتيش. وتنعكس خطورة هذا التطور على جميع طبقات المجتمع. فقد أدخل النظام المثقفين والمتعلمين والطلبة في صراعه ليجعل البلد كله ساحة قتال مفتوحة بين الكلّ والكلّ.