كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 12/10/2021

الكتاب الذي خاب ظني فيه ...
كان كتاب شيخ الإسلام مصطفى صبري " موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين " من الكتب التي يظل مشايخنا يذكرونه بالتبجيل ويطلقون عليه: كتاب القرن احتفاء به...
يوم اقتنيته وذهبت به إلى البيت بدت أسعد الناس، ورحت أقرأ فوجدت تشقيق كلام في قضايا كلامية، لم تشغل عقلي ولا قلبي في يوم من الأيام..كان الشيخ مصطفى صبري بإرثه الرسمي " شيخ الدولة " يحمل مسطرة كلامية دقيقة يقيس الناس عليها فمنهم شقي وسعيد...
كانت مقدمة الكتاب أجمل ما فيه، وهي باقية في ذهني حتى اليوم وبعد نصف قرن تقريبا، وفحواها أن القضية الدينية " كفر أو إيمان " تستحق التفكير والتأمل العميق، والصدور فيها عن موقف حقيق. وليست من القضايا التي نعامل باللآدرية أو بهز الكتفين ..
ثم كانت معارك الشخ مصطفى مع شخصيات علمية معاصرة وتاريخية باقي في ذهني منها الكاتب الإسلامي " محمد فريد وجدي " ثم ابن تيمية ..وكان الشيخ مصطفى رحمه الله حفيا بعلم الكاتب شديد الغيرة عليه والدفاع عنه ..
وفي أحد هوامش الكتاب وليس في متنه أحفظ هذا التعليق للشيخ مصطفى صبري يقول في سيد قطب: " وسيد قطب رضي الله عنه أقرب الضالين إلى الله ...."
تذكروا أن هذا كان في حياة سيد قطب وأنه كان في بداياته، وأنه كان رحمه الله شديد الحملة على طقوسية علم الكلام ، وأن عبارة الشيخ كانت أبوية ، وتوقفوا عند قول الشيخ مصطفى رحمه الله عن سيد قطب " رضي الله عنه" ولا تتوقفوا كثيرا عند قوله أقرب الضالين فوصف الضلال يطلق على قليل الخطأ وكثيره ..
كلام قرأته جر كلاما ، ورحم الله من ذكرت وتقبلهم في الصالحين ...
=====================
سوء الفهم ...
ومقتل العلاقات البشرية سوء الفهم.
وكثير من الحروب والمعارك الساخنة والباردة، والصراعات الحضارية والثقافية والدينية والعرقية والطبقية والمصلحية، بنيت على سوء الفهم.
وسوء الفهم إما مدعى ، وإما حقيقي ..
وسوء الفهم المدعى هو ما يسمى الحالة الذرائعية ، كالذئب يحتج على الخروف أنه عكر عليه مشربه ، مع أن الذئب يشرب أعلى النبع . باختاصر شديد بعض الناس يدعي أنه لا يفهم، ويخرج الكلام عن سياقه، لأن له في إخراجه عن سياقه مآرب أخرى. فيتجاهل المعنى الحقيقي، ويلجأ إلى المغارات والمدخلات ..
وبعض الناس لا يفهم لأنه لا يريد أن يفهم، فيغطي الحقيقة، ويتعلق بحبال الوهم.
وفي الأخير قليل من الناس لا يفهم لأنه " لا يقدر على الفهم " وهؤلاء كثيرا ما يصلح معهم الشرح والتقريب والتوضيح . وليس كل الناس كذلك ...
الأعجب من حالات سوء الفهم التي نواجهها عند الصباح وعند المساء وبين الصلاتين، دأب بعض من يسمون أنفسهم " أصحاب الخطاب الديني" على التهوين من العقل، ودوره ، ومرجعتيه، ووجوب الانصياع إلى بدائهه والنزول على مسلماته، ويظلون ينحتون في قواعد التفكير، ويخذّلون عنا مقدماته ونتائجه ..
وينسون أن الله تعبدنا بالعقل، وأسقط عنا التكليف بدونه. وقال الأصوليون: العقل مناط التفكير . وأنه لا تكليف على مجنون. ولا يسأل المجانين عن شيء. ولا تلزمهم الشرائع والأحكام . وأن جعلخطاب العقل ندا لخطاب الشرع، فيه نقض للأساس الذي بني عليه الشرع. كل الخطاب الشرعي توجه لقوم يعقلون، فإذا سقط العقل أو غاب بنوم أو مرض أو نحوهما سقط بسقوطه كل شيء ..
=====================
منذ دقائق تفجير في عفرين وأرقام الضحايا في ازدياد ..
اللهم اكفنا فجور المفجّرين ..
=====================
محنة في المِحنة
أكبر محنة يعيشها المسلمون في هذا العصر ؛ ان يرد المسلم على المسلم الذي كان يعتبره ظهيرا ، ويرد ظهيره عليه . تلك هي الفتنة التي تدع الحليم حيران .
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن . واهدنا إلى ما اختُلف فيه من الحق بإذنك .
آتنا من لدنك رحمة ، وهيّئ لنا من أمرنا رشدا .
____________
*مدير مركز الشرق العربي