كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 15-11-2015

جاءني هدية من صديق وحق الصداقة الشراكة ..
يا الشاتل العودين خضّر فرد عود........ لا بالذهب ينباع ولا منـّه موجود
هذا البيت من الدارمي غنـّاه أكثر من مطرب واختلفت حول معناه الكثير من الآراء والأبحاث الموثوق بها، وكل واحد منهم نسج من مضمونه قصة أو حكاية. لكنني أرى أن الحكاية الأقرب إليه هي:
أن أحدهم اقترن بشابة جميلة بعد حب عنيف وقد أنجبت له طفلاً غايةً في الجمال. وبعد فترة من الزمن أغرته إحدى النساء الثريات وأرغمته على أن يطلّق زوجته فرضخ لأمرها ونفّذ طلبها.
لكنها كانت عقيمة ولم تُنجب له أطفالاً.
وبمرور الزمن كبر ابنه من زوجته الأولى وأصبح شاباً وسيماً فأصرّت أمه على تزويجه من شابة أحبها وأحبته.
فخرجت لشراء القماش وبعض احتياجات الزوجية وعن طريق الصدفة شاهدت طليقها فوقفت أمام محله إلى ابنها وقالت له:
الأم:
يالشاتل العودين خضّر فرد عود........ لا بالذهب ينباع ولا منـّه موجود
فسالت دموع الأب وقال بشيء من الحزن والألم والندم وهو ينظر إلى ولده:
الأب:
يا ريحة أول عود من گلبي خضّر........ فيّض نبع بالروح والثاني جزّر
الأم:
غصنى التعب وياك بيدك كسرته........ والضنى بلب احشاي عودك شتلته
الأب:
غروني وانغشيت والغلطة غلطة........ وهو الندم شيفيد بآخر محطة
الابن
زلمة اصبحت يا بوي وراسك ارفعه........ آنه إلك خيّال ولامي شمعة

=============
إسلام ابن عباس يسعنا وينجينا
حكيت لكم من قديم هذه الحكاية وأعيدها للأهمية والضرورة ...
سيدي عبد الله بن عباس الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل . كان في موسم الحج وجلس إليه نافع بن الأزرق زعيم الخوارج يسأله ويتفقه به حتى أضجره وبينما هو في ذلك المجلس مر به ( عمر بن أبي ربيعة ) الذي ولد يوم استشهاد عمر رضي الله عنه فسمي على اسمه تيمنا أن يخلفه في كبره وكني أبو الخطاب لذلك وظل هذا الأمل يتابعه وكنت لقبته في دراسة لي ( أمير المؤمنات ) كانت النسوة من شريفات قريش يدسسن إليه حتى يتغزل بهن ويتفاخرن بذلك ...
أعود إلى سيدي ابن عباس فلما رأى عمر استبشر ونادى عليه هل أحدثت بعد شيئا يا أبا الخطاب فقال نعم قال اجلس فأنشدنا ، فجلس وأنشده رائعته الشهيرة ...
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ..غداة غد أو رائح فمهجر
تحن إلى نعم فلا الشمل جامع ... ولا نأيها يسلي ولا انت تصبر
قصيدة في تسعين بيتا وعمر ينشد وابن عباس يدمدم ..
فلما انتهى وانتشى ابن عباس قال له ابن الأزرق : اتق الله يا ابن عباس نضرب لك آباط الإبل من العراق إلى الحجاز لنسألك عن الحلال والحرام فيأتيك فتى من قريش فينشدك :
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت فيضحى ... وأما بالعشي فيخسر
فتدعنا وتصغي إليه ؟!!!!!
فأجابه ابن عباس مصححا ولكنه ما هكذا قال ، قال :
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت فيضحى وأما بالعشي فيخصر
قال ابن الأزرق : أو تحفظها أيضا !!!! قال ابن عباس من أولها إلى آخرها
وأعاد إنشاد القصيدة وددت أنني ما زلت أحفظها كما كنت لأثبتها كلها ...
وغاب قمير كنت أرجو غيابه .. وروح رعيان ونوم سمّر
إسلام ابن عباس يسعني ويسعك وإسلام ابن الأزرق ينفر عن الإسلام الناس ...لا تشدوا كثيرا بينكسر الكاس ...
لاحقيني على موال أهداه إلي صديق عراقي : يالشاتل العودين خضّر فرد عود ...
والله ما قرأته حتى سال الدمع على الخدين عود بعد عود
=============
وهو الندم شيفيد في آخر محطة ؟!
عندما تكون في آخر محطة ستقرأ هذا الكلام بطريقة أخرى
=============
تفسير قوله تعالى ( يحسبون كل صيحة عليهم )
تعاينونه في موسكو اليوم
=============
كان في مكتبتي في حلب نسخة من كتاب الكامل للمبرد الطبعة الأصلية تحقيق زكي مبارك حفظت منها قصيدة ابن أبي ربيعة برواية أبي العباس المبرد وكان معدودا في الثقاة ...
شعر أنيق من راو أنيق على ورق أنيق وبتحقيق محقق أنيق كان ينقل أشياء من تعليقات الشيخ المرصفي على الكامل ...
أخشى أنكم تفندون وتقولون : تالله إنك في ضلالك القديم ...
قاتل الله المجرمين الذين حرموني من ذلك الكتاب