الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كذبة طائفية كبرى!

كذبة طائفية كبرى!

23.07.2013
صالح القلاب

الرأي الاردنية
الثلاثاء 23/7/2013
كما نسمع في التبريرات الطائفية المقيتة فإنَّ الحشد العسكري الإيراني والقتال إلى جانب نظام بشار الأسد في هذه الحرب المدمرة التي يخوضها ضد شعبه وهذا بالإضافة إلى فيالق حزب الله التي وصلت طلائعها إلى حلب وبالإضافة إلى الشراذم المذهبية التي ترسل من العراق مع الأموال والأسلحة والذخائر التي ترسل من هناك هو لحماية مقام السيدة زينب إبنة علي بن أبي طالب.. وممَّن فإن لا أحد يعرف؟!.
وبداية فإن المفترض ألاَّ يستنجد هذا النظام «التقدمي»!! «البعثي»!! ،الذي يدعي أنه علماني وأنه يخوض معركة سياسية عنوانها :»المقاومة والممانعة»، لا بإيران الطائفية حتى النخاع الشوكي ولا بحزب الله الأشد طائفية من الولي الفقيه علي خامنئي في طهران ولا بالشراذم المذهبية التي تُغرق العراق الآن بالدماء والويلات من أجل حماية مقام السيدة زينب ما دام أنه هو المسؤول عن هذا الأمر وما دام أنَّ بإمكانه تخصيص فرقة عسكرية لهذه المهمة كالفرق المستمرة بحصار حمص منذ أكثر من عامين وقصفها بكل أنواع الأسلحة والصواريخ الثقيلة.
لقد سقطت كذبة المقاومة والممانعة وها هي الأمور تتضح على حقائقها فهذه الحرب بدأت من قبل بشار الأسد طائفية وحماية لنظام طائفي من السقوط ولهذا فإن إنخراط إيران فيها ،أي في هذه الحرب، وبكل الأمكانيات العسكرية والمالية والسياسية قد كان منذ اليوم الأول ولهذا أيضاً فقد إستدار حسن نصر الله بقواته ،التي لا يوجد فيها أيُّ لون مذهبي آخر حتى ولو بجندي واحد، من الجنوب اللبناني إلى حمص وإلى حلب حيث لا وجود هناك إلاَّ لقريتين بنفس لونه الطائفي وحيث يوجد مقام السيدة زينب في أحد ضواحي دمشق الشرقية وليس لا في «القصير» ولا في حمص بجانب المساجد التي جرى إستهدافها وتدميرها ومن بينها مسجد القائد العظيم خالد بن الوليد.
إنها كذبة جرت «فبركتها» لتبرير مشاركة إيران وحزب الله والشراذم الطائفية والمذهبية بحرب بشار الأسد (أبو الممانعة والمقاومة) وهنا فإن الحقيقة التي يجب أنْ تُقال هي أن مقام السيدة زينب الذي هو «مزارٌ» للمسلمين السنة كما هو «مزارٌ» للمسلمين الشيعة بقي مصاناً ومحترماً طوال أكثر من مائتي عام من العهد الأموي وأكثر من خمسمائة عام من العهد العباسي ونحو أربعة مائة عام من العهد العثماني.. وأيضاً منذ إستقلال سوريا وحتى الآن وبما في ذلك الحقبة البعثية بعد آذار (مارس) عام 1964 وبعد الثالث والعشرين من شباط (فبراير) عام 1966 وأيضاً بعد إنقلاب حافظ الأسد في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1970 والمستمر حتى الآن.. وللأسف الشديد!!.
إنها كذبة كبيرة والأكبر منها الإدعاء بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي والهدف هو إثارة العواطف الطائفية وإستدراج المزيد من الزحف الطائفي القادم من الغرب من ضاحية بيروت الجنوبية ومن الشرق من إيران ومن العراق للدفاع عن نظام من المفترض ،هذا إنْ صدَّقنا إدعاءاته، أنه «بعثيٌّ» ويساري وعلمانيٌّ وأنه أُستهدف لأنه «تقدمي وإشتراكيٌّ» يشكل شوكة في حلق «الإمبريالية العالمية» و»الرجعية» المحلية والعربية.
إنه لا علاقة للسيدة زينب رضي الله عنها بكل هذا التحشيد الطائفي للإصطفاف إلى جانب نظام ثبتت طائفيته ليس في العامين الأخيرين فقط بل منذ عام 1970 عندما قام حافظ الأسد بإنقلابه المشؤوم بل وقبل ذلك فمقامها باقٍ في مكانه منذ نحو ألف وأربعمائة عام وخلال كل هذه الأعوام الطويلة التي شهدت سوريا خلالها تقلبات كثيرة فإن هذا المقام بقي يستمد إحترامه من إحترام جدها الرسول محمد صلوات الله عليه ومن إحترام والدها علي بن أبي طالب وإحترام والدتها فاطمة الزهراء.