الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كرة الثلج تتدحرج نحو دمشق

كرة الثلج تتدحرج نحو دمشق

01.10.2014
أيمن الحماد



الرياض
الثلاثاء 30-9-2014
كان حديث الجنرال الأميركي مارتن ديمبسي عن تدخل بريّ في حرب التحالف الدولي ضد "داعش" منتظراً، خصوصاً إذا ما علمنا أن الضربة الجوية كفيلة بإلحاق الهزيمة بالتنظيم على مستوى القواعد والبنية التحتية، لكنها صعبة من ناحية العناصر البشرية، فالتنظيم المتغلغل في التجمعات السكانية يستوجب الوصول إليه عن طريق البر، ولن يكون من المتاح القيام بضربة جوية داخل تلك التجمعات خشية وقوع ضحايا مدنيين، لكن كيف سيحدث ذلك؟
سيتأكد التحالف تماماً أن التنظيم تم القضاء على مناطق ارتكازه ومخازن الذخيرة التي حصل عليها جراء مناوشاته ضد التنظيمات المتصارعة في سورية أو خلال سيطرته على الموصل والتي غنم فيها عتاداً أميركياً متقدماً.
سيكون على التحالف قبل خوض حرب برية أن يبدأ في تنظيم الداخل السوري والعراقي على مستوى المناطق المجاورة لمناطق "داعش" على حد سواء، في البداية من الضروري التوصل إلى حلَ عقلاني فيما يخص الحقائب الأمنية في الحكومة العراقية عن طريق إسنادها إلى وزراء من الطائفة السنية، إذ أن من شأن القيام بذلك تسهيل جهد الحكومة العراقية العسكري في هذه الحرب، إذ ستشكل العشائر السنية العراقية رأس الحربة في الحرب ضد "داعش"، وهذا يستوجب مهمة إقناعية ستكون مجدية إذا ما قادها وزير سنّي، لأن السنوات التي قضاها نوري المالكي في وزارته تسببت بشكل كبير في فقدان الثقة بين الحكومة ومكونات الشعب العراقي. إذن حقيبتا الدفاع والداخلية يفترض أن تؤولان لوزراء سنّة هذا سيجنب الحرب البرية أي ارتباك يمكن أن يحدث نتيجة اجتياح بريّ سيشهد بلا شك احتكاكاً بين قوات عسكرية وسكان تلك المناطق.
الأمر في الجبهة السورية سيكون مختلفاً تماماً، يفترض أن التحالف الدولي قد بدأ بتهيئة أفراد من الجيش الحر عسكرياً ومدنياً للتدخل، بعد أن يقوم بضمان إخلاء المناطق الحالية والمحاذية لمناطق سيطرة "داعش" من جيش النظام السوري وضمان عدم قيامه بأي طلعات جوية، وهو ما يعني مجازاً فرض منطقة حظر جوي ألمح لها الأميركيون قبل أيام.
ستشهد الساحة السورية قتالاً عنيفاً بين جيش النظام السوري ومقاتلي "داعش" والتنظيمات المتطرفة، الذين سينزحون باتجاه الجنوب السوري بعد أن يجدوا أنفسهم في مواجهة التحالف الدولي في الشمال السوري، وهو ما سيتسبب في تدهور آلة الحرب وربما إحداث تصدع في جوهر النظام السوري، وسوف يكون من الصعب تلبية نداءات استغاثة نظام الأسد خصوصاً مع تغير المشهد العراقي واللبناني والإيراني وصعوبة ضمان دخول مقاتلين من تلك الدول وهو ما يعني أن كرة الثلج تتدحرج نحو دمشق.