الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كلفة العجز السوري

كلفة العجز السوري

12.11.2013
رأي البيان



البيان
الاثنين 11/11/2013
مؤتمر جنيف يُجسّد تجليات الأزمة السورية. إذ هو يبدو مطروحاً منصة للتفكيك بقدر ما هو يبرز عقدة للتأزيم.
الذهاب إلى المؤتمر مثل الحلول المحتملة على طاولته. كلاهما يكتنفه الالتباس والغموض وكذلك حال أطراف الأزمة.
المعارضة مُثقلة بحمولة وطنية تتجاوز قدراتها منذ استبدلت التشظي بالوحدة.
تلك كان الخطيئة الأولى في فتح أفق الأزمة أمام الأيادي الخارجية وفقدت المعارضة من ثم التماسك في إدارة المواجهة مع النظام على الأرض. أو حتى الإمساك بأوراق اللعبة السياسية أمام التيارات الخارجية.
هذا التوغل في التفتت أضاع فرص استقطاب الدعم اللوجستي والدعم السياسي. وهو ما فتح الأفق أمام منظمات إرهابية تحترف مهارة الاستثمار في مثل هذه الأجواء.
النظام بدوره أصبح عاجزاً عن إدارة الدولة مثلما أخفق في استيعاب مطالب المعارضة الاصلاحية أو وضع نهاية للمعارضة المسلحة المناهضة. فسلطته على الأرض أمست متنقلة تفتقر إلى الثبات والديمومة.
هذا الضعف أجبر النظام على وضع كل أوراقه في أيدي حلفائه ومن ثم قابلاً لتقديم تنازلات وفق رؤى الحلفاء ومصالحهم.
تحت هذا العجز المزدوج يبدو مؤتمر جنيف منصة لمساومات حلفاء النظام وخصومه ومن ثم يندرج في سياق "لعبة الأمم". ولن يملك النظام أو المعارضة فرض شروطهما في الطريق إلى جنيف أو على طاولة المؤتمر.
وبما أن الحسم ليس من سمات "لعبة الأمم" فإن مشوار مؤتمر جنيف سيكون ماراثوناً طويلاً.
وحده الشعب السوري يتحمل كلفة باهظة من دمه وموارده ومستقبله مقابل عجز النظام والمعارضة للخروج من المأزق الحالي.