الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كلفة بقاء الأسد وكلفة غيابه !

كلفة بقاء الأسد وكلفة غيابه !

13.06.2013
رجا طلب

الرأي الاردنية
الخميس 13/6/2013
تحيط ببشار الأسد مجموعة من المعادلات الغريبة والمتناقضة وأحيانا المتوافقة في حالة قل نظيرها في عالم السياسة، ومن ابرز تلك المعادلات نجد أن إيران وروسيا «وهما الدولتان الأساسيتان الداعمتان لنظام بشار الأسد من الناحية العملية» نجدهما متوافقتين مع نقيضيهما واشنطن وتل ابيب في عدم حماس هاتين الأخيرتين لرحيل بشار الاسد، أما المعادلة الغريبة الثانية في حالة بشار الأسد ونظامه فتقول إن الحسبة السياسية لبقائه مكلفة تماما مثلما هي الحسبة في حال غيابه.
كلفة غياب بشار تنحصر في قضية البديل وإمكانية توفر هذا البديل، وفي المعطيات الراهنة لا يوجد نظام بديل يستطيع وراثة النظام الحالي ولكن توجد قوى بديلة متناقضة ومشتتة هي مزيج من المعارضة السياسية العلمانية والمعارضة المسلحة السلفية والجهادية والتي تعد هذه الأخيرة من الناحية العملية القوة الفاعلة في مواجهة النظام وقواته العسكرية وهي القادرة على إدامة استنزافه تحت عنوان « الجهاد « والتعصب المذهبي في مقابل التعصب المذهبي للنظام ولحزب الله والقوات الايرانية، وهذه المعادلة قد لا تكون قادرة على حسم غياب الاسد ونظامه في ظل موازين القوى الآخذة في التغير لصالح دمشق لكنها ستجعل من سوريا ساحة مواجهة إقليمية مفتوحة على أساس طائفي سينتقل خطر استمرارها على المدى القريب والمتوسط الى عموم الاقليم الذي بات مشحونا مذهبيا وطائفيا اكثر من اي وقت مضى.
اما كلف بقاء الأسد فهي ايضا عالية وليست سهلة على الإقليم وأطراف الصراع في سوريا ومن ابرز ما يمكن توقعه في حال بقاء الاسد ونظامه ونجاحه في إنهاء الصراع مع القوى المعارضة المسلحة لصالحه ميدانيا ما يلي :
أولا: قيام النظام بالانتقام من الدول التي صنفها على انها وقفت ضده أو تواطأت مع المعارضة، ووسائل الانتقام لديه تبدأ من الأعمال التحريضية والتخريبية الدارجة مرورا بالأعمال الإرهابية كالاغتيالات والسيارات المفخخة وصولا إلى الأعمال العسكرية والتي سوف يغطيها بذريعة الدفاع عن النفس أو غيرها من الدعاية السياسية، وفي المعلومات فان المخابرات التركية باتت على قناعة أن أموالا إيرانية تم ضخها عبر سوريا والمقربين منها في تركيا لبعض نشطاء المعارضة التركية هي التي حركت وتحرك المظاهرات وحركة الاحتجاج ضد سياسة رجب طيب اردوغان.
ثانيا: سوف تزيد ايران ومعها بالطبع نظام المالكي في العراق من وتيرة الحرب ضد المعارضة العلمانية والسنية على كافة الصعد، وهو أمر سيزيد من حالة الاحتراب الطائفي في العراق وقد يمهد عمليا الى تقسيمه او اشعال حرب اهلية طائفية - تستغلها ايران من اجل القيام بتطهير طائفي لعدد من مدن الجنوب المختلطة « سنة وشيعة « كالبصرة والحلة وتستكمل مشروع طرد السنة من الاحياء الاساسية في العاصمة العراقية على ضفتي دجلة في الرصافة والكرخ.
ثالثا: سيكون لبنان ساحة الحرب الأعنف والعلنية للنظام السوري وحزب الله في اجندتهما الطائفية في مواجهة السنة، وبخاصة بعد أن أصبح تورط حزب الله في الصراع السوري علنيا ومكشوفا وموضع اتهام للحزب من القوى اللبنانية العلمانية والسنية، ومن المتوقع ان يزج حزب الله بكامل قوته في البداية للسيطرة على كامل القرى والبلدات السنية في صيدا ثم ينقل المعركة الى بيروت الغربية وبعدها سيقوم باستكمال العملية في طرابلس والشمال في اطار مخطط جدي للاستيلاء الرسمي والعلني على مقدرات الدولة اللبنانية، قد يقول البعض إن هذا ضرب من الجنون بالنسبة لحزب الله، ولكن السؤال ما هي القوة القادرة في حال انتصر الاسد ومعه حزب الله وايران في الصراع الدائر في سوريا على منع هذا الجنون او التصدي له؟