الرئيسة \  مشاركات  \  كيف أفسد التحالف الدولي اتفاق منطقة الوعر؟

كيف أفسد التحالف الدولي اتفاق منطقة الوعر؟

23.11.2014
وليد فارس



مع منتصف شهر تشرين الأول الماضي, تقدمت قوات تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام ", نحو ريف حمص الشرقي, سيطرت على حقل شاعر وأعلنت نيتها للتقدم نحو الفرقلس ومناطق أخرى قريبة من المدينة, في نفس الوقت كانت قوات التنظيم تزداد عدداً وقوةً في منطقة ديرفول في الريف الشمالي من حمص, مما يجعل العديد من القرى الموالية ضمن فكي كماشة جنود التنظيم.
عدد كبير من موالي النظام في تلك المناطق بدأوا بحزم أمتعتهم, ومنهم من غادر بالفعل, وعمل النظام فوراً على تسكين بقية الجبهات, وتقدم مندوب النظام نحو منطقة الوعر ليخبرهم عن تخوف النظام من اقتحام حمص, وعن نيته لعقد صفقة مع حي الوعر لتسكين الجبهة, رغم رفض ثوار الوعر قتال التنظيم مع نظام الأسد.
و مع نهاية شهر تشرين الأول وخلال جولات قصيرة بين وجهاء الحي وقياديها من جهة, وبين مندوبي النظام من جهة أخرى, تم التوصل إلى اتفاق كامل يضمن للسكان معابر إنسانية وعودة المهجرين, وللثوار سلاحهم وهدوءً شاملاً, وللنظام سكوناً وهدوءً على جبهة الوعر.
بعد يومين فقط على إبرام الاتفاق وقبل يوم واحد من توقيعه, بدأت طائرات التحالف الدولي تدك قواعد ومقرات تنظيم الدولة, وخلال أيام انسحب جنودها من الريف الشمالي بحمص, وتراجعوا في الريف الشرقي, وصارت الطائرات الدولية تقصف أهداف متنوعة, بما فيها أهداف لجبهة النصرة التي تمتلك مقرات في محيط حمص.
في منطقة الوعر بدأت صواريخ النظام, وطياراته تقصف الحي, وغاب مندوب النظام عن الواجهة دون تبرير, خلال أقل من شهر ودع الحي خمسة وخمسين شهيداً, أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء, وألغي الاتفاق تماماً بعد أن اطمئن النظام لنتائج الضربات الدولية...التي تتجه لمحاربة "الإرهاب"!.. إرهاب تنظيم عابر للحدود وليس إرهاباً محلياً.
وبقي أكثر من مائة وخمسين ألف مدني يواجهون المصير
حمص