الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كيف تدعم اللاجئين السوريين؟

كيف تدعم اللاجئين السوريين؟

07.05.2014
عمار محمد


الشرق القطرية
الثلاثاء 6/5/2014
كنت على موعد لزيارة اللاجئين السوريين بالأردن خلال الأسبوع الماضي، ما تراه عيناك ليس كما تسمعه أذناك، الحديث مع الأطفال اليتامى أو الجلوس مع عائلة فقدت أحد أبنائها لا يزيدك إلا أن تسمع منهم كلمات العزيمة والإصرار بطريق الانتصار، سوريا الأمس ليست سوريا اليوم فهي تمر بتغيرات كثيرة والأزمة ليست فقط باستمرار الحرب وإنما بجوانب كثيرة منها أن الشعب يستعيد هويته التي انتزعت منه، وجزء من تلك الهوية الدين الذي ما زالوا يتمسكون به رغم الفتنة، ولعل الأمر لا يقف على مستوى الدخل بل بانعدام مصدر الدخل لهؤلاء الأسر التي لا يمكن للرجال ولا النساء العمل بحكم القانون بل انتظار الفرج، هم ينتظرون أيادي الخير أن تمتد لهم وأن يجدوا من يبث فيهم الأمل بأن رجوعهم للوطن لا محال له وإنما النصر صبر ساعة.
ولعل من المشاهدات التي أثرت فيّ كثيراً حينما وصلنا مخيم الزعتري الواقع شرقي مدينة المفرق بشمال شرق الأردن استقبلنا طفلان يملأ التراب وجهيهما، هما هنا مع أكثر من ١٥٠ ألف لاجئ، سلما علينا وقالا: "ابونا شهيد وأحنا لحالنا هون" كلمات هذين الطفلين ارتبطت بحالنا في وقت لو كان كل تاجر يدفع زكاة أمواله، ولو توقفت ألسنة تردد الإحباط واليأس من النصر، لو نرى من يستغلون الآخرين بجمع التبرعات دون أن يوصلوها، لو كففنا ألسنة تردد الإحباط واليأس من النصر ، لو أوقفنا من يهزم أمام ما يراه على، شاشات الإعلام ويوقن أن النصر من
الله، لما شاهدنا هذا المنظر من ترجي طفلين حرما من براءتهما وأصبحا يفكران في تأمين مستقبلهما، إنها مهمة الكبار وللأطفال العيش بعالم أحلامهم وبراءتهم.
إننا سنساءل عن كل نعمة أنعم الله علينا بها ولعل باب الدعم بما نملك مفتوح من مساعدات عينية والتبرع بالوقت وتمضيته مع هؤلاء اللاجئين، وتقديم المساعدات المالية، والتبرع بالتخصصات العلمية فيمكن للطبيب التبرع بأن
يتواجد بينهم في إجازته السنوية أو الأسبوعية ويتواجد معهم هناك لأن مشكلتهم ليست غذاء ومالا بقدر ما أن سوريا اليوم يعاد تكوينها من جديد فكراً وخُلُقاً ونفسياً ومن تشكيل للأمور الاجتماعية.
إن لنا دورا أكبر بالتوعية باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام كافة أنواع المحتوى لإيضاح ما يجري هناك، تقارير، صور، فيديو، ترجمة، تحليل البيانات، وكل ذلك في سبيل توضيح قضية لن تنتهي إلا باستخدام وتوظيف بيانات وسائل الاعلام الاجتماعية لتصل الحقيقة كما يعايشها اللاجئون ومن هم بالداخل السوري لا كما يصورها الإعلام.