الرئيسة \  مشاركات  \  كيف تستمر مفاوضات جنيف وما يزال النظام يقصف حلب بالبراميل؟

كيف تستمر مفاوضات جنيف وما يزال النظام يقصف حلب بالبراميل؟

15.02.2014
الطاهر إبراهيم




يصر وفد نظام بشار أسد إلى مفاوضات جنيف، على البدء ببحث الإرهاب قبل الهيئة الانتقالية التي تحكم سورية حتى تجري انتخابات برلمانية شفافة تفرز حكومة تضع دستورا لسورية. بينما يصر وفد الائتلاف على بحث تشكيل الهيئة أولا. ويعجب المواطن كيف أن وفد الائتلاف إلى جنيف، وفيهم "ميرابو" الائتلاف "ميشيل كيلو"،كأنما أكل القط ألسنة الوفد،فلا يرد أحدهم على وفد النظام: بأن جنيف1 يقر في بنده الأول: (التزام وقف دائم للعنف المسلح بكل أشكاله). فهل هناك إرهاب أكبر وعنف أشد من قصف الناس في حلب بالبراميل، فتتهدم الأبنية فوق رؤوس النساء والأطفال والشيوخ والعجزة؟ أم على أفواه أعضاء وفد الائتلاف أقفالها؟
من جهة ثانية يحاصر النظام أحياء حمص كلها، فيخيم الجوع والمرض على من تبقى فيها من نساء وأطفال، منتهكا ما جاء في اتفاق جنيف في بنده الثاني الذي يقول: إن (على الحكومة في جميع الظروف، أن تتيح لكل المنظمات الإنسانية الوصول إلى جميع المناطق المتأثرة بالقتال وإجلاء الجرحى ومغادرة جميع المدنيين الذين يودون ذلك).
كان على وفد الائتلاف أن يصر على هذا الأمر كأولوية، فهو، وإيقاف القصف أهم ما جاء في جنيف1. وقد خرق النظام هدنة لعدة أيام لإدخال الأغذية وخروج المدنيين،فلم يحرك الائتلاف ساكنا واستمر في المفاوضات.
كان باستطاعة وفد الائتلاف أن يفضح النظام ويقيم عليه الحجة أمام العالم بأنه يضيع الوقت بعدم التزامه بتطبيق بنود جنيف1،وإن النظام هو من يشرعن للعنف والإرهاب باستمراره في قصف حلب وغيرها ببراميل الموت والدمار.وهو من يعمل على هلاك الشعب السوري جوعا ومرضا بحصاره داخل مدن سورية وبلداتها.
بعد هذا كان يمكن وفد الائتلاف أن يقول للعالم: إن نظاما كهذا لا يمكن أن يكون مؤتمنا على شعب أعزل، وإن على المجتمع الدولي أن يفرض رحيل النظام تحت البند السابع، أو السماح للدول الشقيقة والصديقة بتسليح الشعب السوري كله، وليس تسليح كتائب الجيش الحر فقط.
عندها ينتقل وفد الائتلاف إلى البند الثالث في جنيف1وهو (إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية، وأن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية). وإلا فلا معنى لهذه الهيئة في ظل القصف والجوع والحصار المفروض.
السوريون بأكثريتهم الساحقة مقاتلون ومواطنون ومعارضة سياسية مغيبة رفضوا ذهاب وفد الائتلاف إلى جنيف. لأن موسكو ما تزال تتمسك بهذا النظام القاتل. وهي اليوم تهدد باستخدام حق النقض ضد القرار المعروض حاليا على مجلس الأمن لفتح طرقات آمنة لإيصال كل ما يلزم للسوريين المحاصرين في المدن السورية. أما واشنطن فليست معنية أصلا بإزاحة النظام القاتل عن سدة الحكم بسبب معارضة إسرائيل. ورغم ما تقدم كان السوريون يتمنون لو يتحقق على يدي الوفد في جنيف ما ينتشلهم من هذا الجحيم المقيم.
وفد الائتلاف لا يتمتع بالأهلية التي تجعله يقف على قدم المساواة مع وفد النظام المراوغ، بله أن يتفوق عليه. فمعظم أعضاء وفد الائتلاف هواة في السياسة. حتى إن رئيس الائتلاف أحمد عاصي الجربا تساءل بسذاجة: "لماذا لا يأتي فاروق الشرع ويكون على رأس الوفد، وهو له مصداقية لدينا والباقي ليس لديهم مصداقية"؟ إذا كان رئيس وفد الائتلاف بهذه السذاجة، فكيف يكون باقي الوفد؟ ... (إذا كان رب البيت للطبل قارعا     فشيمة أهل البيت كلهم الرقص).
وهل النظام حريص على أن يرسل إلى جنيف من له مصداقية؟ وقد رأينا عينة من وفد النظام لا تتمتع بأي مصداقية مثل وليد المعلم وعمران الزعبي وبثينة شعبان. فإذا رأت الأمم المتحدة أن تختار فاروق الشرع ليرأس هيئة الحكم الانتقالية، فقد أفشل الجربا ذلك بسذاجته الطفولية.
*كاتب سوري