الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كيف تقتنع المعارضة السورية بـ"جنيف2"؟

كيف تقتنع المعارضة السورية بـ"جنيف2"؟

14.01.2014
الوطن السعودية


الاثنين 13/1/2014
اتفاق مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي اجتمعت أمس في باريس يدعو المعارضة السورية إلى التكاتف بدل الانقسام، والعمل على تسريع إنهاء الأزمة بدل تعطيلها بما يصب في صالح النظام السوري. فمجموعة أصدقاء سورية أوضحت على لسان وزير الخارجية الفرنسية أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية هو انعقاد مؤتمر "جنيف 2" والعمل بموجب "وثيقة باريس" التي تنص على بحث موضوع انتقال السلطة في سورية، وكذلك تناقش موضوع الجرائم المرتكبة وتشير إلى ضرورة العمل على معاقبة مرتكبيها، والتي اعتبرها الائتلاف الوطني السوري متقدمة جدا، مما يعني أن اعتمادها أو اعتماد أجزاء منها يوم 22 يناير الجاري في "جنيف 2" يسهل عمل المعارضة، لذا فإن خلافاتها الحالية جاءت في غير وقتها، فمن واجب المعارضة بجميع فصائلها مساعدة مجموعة أصدقاء سورية في ما ترمي إليه لتخفيف الضغط عن الشعب، والتضييق على النظام ليقبل بالحلول الدولية التي ربما يتمخض عنها مؤتمر جنيف 2.
وبرغم ما قيل من أن "وثيقة" باريس تعطي ضمانات جزئية للمعارضة كي تشارك في "جنيف 2" إلا أن المطلوب أيضا إعطاء ضمانات للشعب السوري من خلال وقف القتال، فمن غير المعقول أن الدول تتباحث في طرق الخلاص فيما النظام السوري يقصف المدن، وكتائب المعارضة تخوض قتالا شرسا مع النظام ومع عناصر ما تسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام.
كذلك على الروس ومعهم النظام السوري أن يدركوا أن المؤتمر المقبل هو استكمال لسابقه "جنيف 1"، ولا يجوز التملص من استحقاقات المؤتمر الأول لمجرد أنها لم تعد تناسب المزاج الروسي الحامي للنظام السوري. كما أن تهرب النظام السوري من قرارات "جنيف 1" يجب أن يكون واضحا لدى مجموعة أصدقاء سورية، ولدى وزيري خارجيتي الولايات المتحدة وروسيا اللذين سوف يجتمعان اليوم مع المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي، فالمسألة ليست انتقائية بقدر ما هي إنسانية، فهناك شعب يموت أفراده بالقصف أو الجوع أو الغرق، وهم يهاجرون إلى أوروبا. لذلك لا بد من نهاية للأزمة، وإن استمرت خلافات المعارضة تتصدر اجتماعاتها بدل التوحد وبحث سبل إنقاذ الشعب؛ فمؤتمرات السلام لن تكون ذات تأثير كبير في تغيير مسارات الثورة السورية والتوجه بها إلى مرحلة النهاية.