الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كيف تنظر تركيا إلى التغييرات في إدارة ترمب؟

كيف تنظر تركيا إلى التغييرات في إدارة ترمب؟

28.03.2018
علي حسين باكير


العرب
الثلاثاء 27/3/2018
كيف تنظر تركيا إلى التغييرات في إدارة ترمب؟كيف تنظر تركيا إلى التغييرات في إدارة ترمب؟
عندما طرد الرئيس الأميركي ترمب وزير خارجيته ريكس تيلرسون، واستبدله بمدير الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو، انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي تغريدة قديمة لبومبيو، يصف فيها تركيا بأنها ديكتاتورية شمولية إسلامية، اعتبر البعض أن هذا الموقف يعكس توجهات بومبيو الحقيقية تجاه أنقرة، وأنه مؤشر سيئ على التوجهات الجديدة لإدارة ترمب.
في المقابل، يرى آخرون أن ذلك ليس كافياً للحكم على توجهات بومبيو في وزارة الخارجية، ويجادل هؤلاء بأن الرجل كان قد زار تركيا، وأن اجتماعاته مع المسؤولين الأتراك كانت إيجابية، فضلاً عن ذلك، فإن عمل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لم يتعارض مع توجهات المؤسسات الرسمية التركية فيما يتعلق بالوضع في سوريا أو العراق، أو فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وأن الإشكال الأساسي بالنسبة لأنقرة في هذه الملفات كان ولا يزال يتمثل في توجهات البنتاجون.
وفقاً لوجهة نظر بعض المسؤولين الأتراك، فإن دولاً أخرى قد تتضرر أكثر من هذا التغيير وعلى رأسها إيران، كما أن الأزمة الخليجية قد تشهد محاولات لإعادة ممارسة ضغوط سياسية أو اقتصادية على قطر، وفي هذا السياق، فإن الجانب التركي يبدو قلقاً على الوضع، أكثر من كونه قلقاً على انعكاس هذه التغييرات على الجانب التركي مباشرة.
وكما هو الحال بالنسبة لبومبيو، فقد لاقت خطوة ترمب استبدال مستشار الأمن القومي ماكماستر بجون بولتن، موجة تعليقات وانتقادات واسعة حول العالم، وكما عرف عن بومبيو عداؤه الشديد للإسلام وتطرفه اليميني، كذلك عرف عن بولتن أنه أحد أبرز مؤججي الحرب على العراق في عام 2003، وهو من أقوى المؤيدين لإسرائيل والمعادين لإيران على الإطلاق.
فور شيوع خبر تعيينه، نشر بعض الإعلاميين مقابلة لجون بولتن يقول فيها، إنه من الخطأ أن تقوم الولايات المتحدة بدعم تنظيم "PYD" في سوريا، لا شك أن هذا موقف إيجابي جداً من وجهة النظر التركية، فلسنوات طويلة، ظلت أنقرة تحاول إقناع واشنطن بضرورة العدول عن دعم الميليشيات الكردية في سوريا، ولم تنجح في هذه المهمة حتى هذه اللحظة، ربما يغير موقف بولتن من هذه الجزئية، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن ينظر بإيجابية إلى تركيا، أو إلى دورها في المنطقة.
كما هو الحال بالنسبة لبومبيو، كان بولتن قد صرح إبان المحاولة الانقلابية الفاشلة، بأنه لن يحزن على رحيل أردوغان، وأنه يؤمن بأن الرئيس التركي ليس صديقاً للولايات المتحدة، مستذكراً رفض البرلمان التركي في عام 2003 استخدام الولايات المتحدة للأراضي التركية في عملية غزو العراق، واصفاً ذلك بأنه تخريب للجهود الأميركية آنذاك.
ما يمكن قوله في هذا السياق، هو أن تعيين بومبيو وجون بولتن يحمل معه مشاعر مختلطة، فمواقف الرجلين من تركيا تختلف باختلاف الظروف كما هو واضح، لكن الأكيد أن انطباعهما الأساسي عنها ليس إيجابياً على الإطلاق.
يبقى السؤال عما إذا كان الانطباع الشخصي سيغلب على الموقع الرسمي أم العكس، وهل سيحيي تعيينهما الجهود التركية لإعادة التواصل مع ترمب مجدداً كصمام أمان، أم أنه سيعمّق من الأزمة في العلاقات بين الطرفين، أعتقد أن الشهرين المقبلين سيكونان حاسمين في تحديد الاتجاه المتوقع.;