الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كيف ستتغير قواعد اللعبة ؟

كيف ستتغير قواعد اللعبة ؟

07.05.2013
عبدالمجيد جرادات

الدستور
الثلاثاء 7/5/2013
أكد الرئيس الأميركي أوباما أكثر من مرة، خلال الأيام الماضية أن موقفه النهائي، إزاء ما يحدث في بلاد الشام، محكوم بمبدأ التيقن من استخدام الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري، ضد أبناء شعبه، وهي فكرة، تعبّر عن خطة تظهر من خلالها وسائل الاختبار، وفيها الكثير من خفايا الأمور والرسائل الموجهة.
من المؤكد بأن الجهات الأميركية المعنية بالملف السوري، تابعت خطاب الأمين العام لحزب الله، الذي بثته الفضائية البريطانية B.B.C، منتصف الأسبوع الماضي، والذي خلص فيه الشيخ حسن نصرالله، إلى القول بأن : لسوريا أصدقاء في المنطقة، لن يقفوا مكتوفي الأيدي، عندما تبدأ المرحلة الفعلية في تغيير قواعد اللعبة ويتم استهداف النظام الحالي.
دخلت حكومة(نتنياهو) على تطورات الأزمة السورية، فقد قامت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي منذ يومين، بغارات متتابعة ضد أهداف عسكرية على تخوم العاصمة دمشق، وصفت بأنها ( صواريخ إيرانية بطريقها لحزب الله في لبنان)، وبحسب خطة تغيير قواعد اللعبة، فإن هذه الضربات سوف تمهد لإرباك القيادات السورية، أما هدفها الحقيقي المنشود، فهو يتمثل بالوقوف على ردود الفعل المحتملة لمن يقف مع نظام الرئيس بشار حافظ الأسد.
تستند مقدمات تغيير قواعد اللعبة في سوريا إلى سلسلة من التحضيرات التي تخضع للتقييم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن حسابات الربح والخسارة فيها تتقاطع بين اللاعبين الدوليين كل بحدود مصالحه المستقبلية، وكل ذلك بطبيعة الحال على حساب مستقبل أبناء سوريا، وفي الجانب العملي فإن، الراغبين بتفتيت وحدة سوريا الدولة والشعب والتاريخ، سوف يراهنون هذه المرة على أمرين:
الأول: إذا لم تكن الاختراقات والانتهاكات التي تقوم بها الطائرات المقاتلة للكيان الصهيوني لسماء سوريا سببا ً بإثارة، الحمية الوطنيبة بين الذين يتبادلون نيران الأسلحة ضد بعضهم، وهم يُدركون بأنهم سيدفعون الكلفة دون غيرهم، فهذا يعني أن الفرصة ستكون متاحة لتدخلات خارجية تأتي ضمن مشروعية فض الاشتباك بين أبناء الوطن الواحد، والنتيجة هي المزيد من الخسائر البشرية، وتدمير الممتلكات، والمعاناة والتهجير.
الأمر الثاني: توصلت الإدارة الأميركية بعد تجربتها في العراق، إلى معادلة، تميل من خلالها إلى مبدأ النأي بنفسها عن خوض مواجهات عسكرية مباشرة، وقد وجدوا البديل المناسب في الحالة الليبية، حيث تم الاتفاق على قيام طائرات مقاتلة من دول حلف شمال الأطلسي، بتنظيم طلعات جوية إلى أن تم حسم الموقف، ويومها ذكر الرئيس أوباما بأنه لم يتسبب بمقتل أي عسكري أميركي، ومن الواضح بأن معطيات الفرضية التي تتم مناقشتها حول سوريا تختلف عما سبقها من تجارب، فهي محكومة بتجاذبات إقليمية متشعبة، والخشية هي من حدوث المفاجآت التي تختلط فيها الأوراق، ويضيق الحال على الشعب السوري أكثر مما هو فيه. وما يُعنيه هذا الأمر من ارتدادات، نتوقع التحسب لأسوأ محاذيرها .