الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كيف سيتصرف الأردن؟

كيف سيتصرف الأردن؟

16.06.2013
فهد الخيطان

الغد الاردنية
الاحد 16/6/2013
شكّلت الاجتماعات التي شهدها البيت الأبيض الأسبوع الماضي نقطة تحول في الموقف الأميركي حيال سورية. فبعد سنتين من التردد قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما الانتقال من مستوى الدعم السياسي و"الإنساني" لمعارضي النظام السوري إلى  الدعم العسكري المباشر. والحجة حسب بيان البيت الأبيض لهذا التحول هى ثبوت استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد معارضيه. لكن المؤكد أن هذه ليست سوى ذريعة، بينما العامل الرئيسي هو الاختلال المفاجئ في ميزان القوى لصالح النظام بعد تدخل حزب الله لجانبه، وتقهقر المعارضة على أكثر من جبهة بعد خسارتها معركة القصير.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية تعرض أوباما لضغوط كبيرة من جانب الكونغرس وقيادات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وأركان بارزين في إدارته لتغيير موقفه المتحفظ بشأن تسليح المعارضة.
في المرحلة الأولى ستشرع الإدارة الأميركية بتسليح المجلس العسكري، وفي الأثناء ستطلب من الكونغرس مراجعة نظام العقوبات على سورية تمهيدا لتقديم أسلحة "فتاكة"، يتوقع أن تحدث فرقا جوهريا في ميزان القوة على الأرض.
بعد إعلان البيت الأبيض بقليل تواترت التقارير الصحفية عن السيناريوهات المطروحة للدور الأميركي في سورية، وفي جميع هذه التقارير كان اسم الأردن يتردد بشكل مستمر؛ توريد السلاح عن طريق الأرضي الأردنية، التفكير بمنطقة حظر جوي قرب الحدود الأردنية، إبقاء طائرات أف16 وبطاريات باتريوت على الأراضي الأردنية، ووضع وحدات من مشاة البحرية "المارينز" قبالة الشواطئ الأردنية في العقبة.
الأردن الذي أبلغ مسبقا بالقرار الأميركي حول "الكيماوي" في سورية، يجد نفسه من جديد في قلب المشهد، وذلك ليس مستغربا بالطبع، فمنذ بداية الأزمة في سورية كان الأردن يتحسب للخيارات الصعبة، ويضغط من أجل حل سياسي يجنبه والمنطقة اتخاذ القرارات الصعبة.
لم تقترب الولايات المتحدة من خيار التدخل العسكري المباشر، ولم يكن هذا الأمر مطروحا في مناقشات البيت الأبيض الأسبوع الماضي، كما أن  سيناريو الحظر الجوي مستبعد في هذه المرحلة لاعتبارات عديدة.
لكنْ ثمة شكوك عند عديد المراقبين بنجاح خطة إسعاف المعارضة السورية، في هذه المرحلة المتأخرة من الصراع، وإذا ما توصلت الإدارة الأميركية لهذا الاستنتاج في مرحلة لاحقة، فلن يكون بوسعها التراجع، وقد تجد نفسها مضطرة للقيام بدور عسكري مباشر. بمعنى آخر التورط كليا في سورية.
الموقف الأميركي الجديد ليس هو التطور الوحيد في الأزمة السورية، الأطراف كافة تبدو مستعدة لصب الزيت على النار؛ رابطة علماء المسلمين السنة وبعد اجتماعها في القاهرة أعلنت هيئات إسلامية تابعة لها عن البدء بتجهيز قوافل المجاهدين لإرسالهم إلى سورية، وبعد هذا الإعلان بساعات قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إن حزبه سيواصل القتال في سورية.
الأطراف كلها إذن تتهيأ لجولة جديدة من القتال، وفي مثل هذه الظروف يصبح الحديث عن "جنيف2" ومفاوضات انتقال سلمي للسلطة، ضربا من الجنون. الأردن في كل ذلك أمام استحقاقات خطيرة، فكيف سيتعامل معها أصحاب القرار؟