الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كي لا ينتصر الأسد

كي لا ينتصر الأسد

11.06.2013
سمير الحجاوي

الشرق القطرية
الثلاثاء 11/6/2013
يتحرك نظام الأسد الإرهابي لتسجيل نقاط أخرى بعد استيلائه على مدينة القصير الصغيرة بمساعدة مقاتلي حزب الشيطان وشيعة العراق والحرس الثوري الإيراني وغيرهم، وهو يخطط للاستيلاء على مدينتي حلب وحمص على وجه الخصوص، وأفادني أحد الناشطين السوريين أن معركة حمص ستكون كبيرة ومهمة وخطيرة. فنظام الأسد يخطط للاستيلاء على حمص لكي يحقق مجموعة من الأهداف دفعة واحدة منها قطع خطوط الإمدادات للثوار، وتقطيع سوريا أفقيا وعموديا وعزل المناطق عن بعضها البعض، وتأمين طرق الإمداد لقواته في جميع المناطق، وإيجاد حالة من الترابط بين المناطق التي يسكنها العلويون، خاصة على الساحل السوري، والسيطرة على الحدود مع لبنان بشكل شبه كامل، أي أن الثوار يواجهون مخططا كبيرا ينفذه نظام الأسد بمساعدة حلفائه من حزب الشيطان والشيعة العراقيين والإيرانيين.
نظام الأسد الإرهابي بدأ يتحرك بطريقة تدل على طريقة جديدة في التفكير والتخطيط، فهو يخطط للاستيلاء على المدن السورية الكبرى التي تتمتع بثقل عسكري وإعلامي وإستراتيجي مثل حلب وحمص على وجه الخصوص إضافة إلى ريف دمشق ودير الزور، وهذا يعني أن الثوار في طريقهم إلى خوض معارك ضخمة في المرحلة المقبلة.
المسألة الجوهرية الثانية هي أن إيران تحشد عددا كبيرا من القوات للتدخل في سوريا، اعتمادا على حلفائها في العراق، وهنا أشير إلى أن أحد السياسيين العراقيين الشيعة المطلعين أخبرني أن إيران تدفع رواتب عالية لعناصر "عصائب أهل الحق" تصل إلى 750 دولارا شهريا للفرد في حدها الأدنى، وهو مبلغ كبير بالمقاييس العراقية، وتعمل على شحنهم دينيا وطائفيا قبل إرسالهم إلى سوريا، وقدر عددهم بحوالي 100 ألف مقاتل، انشقوا عن التيار الصدري بتحريض من إيران باستخدام إغراءات مالية كبيرة، وهؤلاء يتم تدريبهم وتعبئتهم قبل إرسالهم إلى سوريا.
وتقدر بعض المصادر عدد عناصر "عصائب أهل الحق الشيعية العراقية" التي تقاتل في سوريا في العراق بحوالي 10 آلاف مقاتل إلى جانب حوالي 10 آلاف مقاتل من عناصر حزب الشيطان وعدد غير معروف من الحرس الثوري الإيراني، وهناك بعض التقديرات تشير إلى وجود حوالي 50 ألف مقاتل شيعي من العراق وإيران ولبنان، إضافة إلى مقاتلين من اليمن وباكستان وأفغانستان.
هذا الحشد الكبير من الحلف الشيعي الذي تقوده إيران، يدعمه نوري المالكي بطريقة أخرى، فقد عمد إلى نشر حوالي 20 ألف عسكري من قواته في الأنبار لمنع المقاتلين المسلمين من الالتحاق بالثورة السورية ومساعدة الثوار، وقطع كل طرق الإمدادات عن الثورة في سوريا، كما أن تركيا عمدت إلى تشديد إجراءاتها على الحدود مع سوريا، وتعتبر الحدود الأردنية مع سوريا شبه مغلقة أيضا، فهي محكمة الرقابة، ويتعرض من يحاول التسلل إلى سوريا عن طريق الأردن للاعتقال والسجن.
هذه الصورة تكشف الواقع الصعب للثورة والثوار في سوريا، فالثورة تتعرض للخنق والثوار يتعرضون للحصار، ويمنع عنهم السلاح النوعي، وهذا هو السبب الذي دفعهم إلى الانسحاب من القصير.
المعارك المقبلة في سوريا، هي منازلة مفتوحة بين العرب وإيران، وعلى العرب أن لا يسمحوا لإيران أن تضع أقدامها في سوريا مهما كان الثمن، ولهذا فإن ترك الثوار لوحدهم في مواجهة حلف الشيطان أمر خطير جدا ويفتح الباب أمام هزيمة تاريخية للعرب المسلمين.
عار على العرب أن يخسروا حربا أمام إيران الشيعية الفارسية التي لم تستطع الانتصار على العرب حتى في الجاهلية، ويجب على العرب والمسلمين دعم الثوار السوريين بكل الوسائل، بالمال والسلاح النوعي والرجال والسياسة، وعلى العرب أن يقاطعوا إيران مقاطعة تامة، فهي العدو الأول للعرب إلى جانب الكيان الإسرائيلي.
حلف الشيطان الذين يخوضون معاركهم إلى جانب الأسد بكل قوة ورجولة رغم أنهم يقاتلون في سبيل الباطل، ولهذا وجب على أهل الحق من العرب والمسلمين أن يكونوا أكثر رجولة من المبطلين في حلف الشيطان، وعلى العرب أن لا يخذلوا الشعب السوري والثورة السورية، فالمعركة وجودية في سوريا، العرب أو إيران، المسلمون أو الشيعة الموالون للأسد وعصابته.
لا يوجد ما يمنع انتصار الأسد وإيران وروسيا وحزب الله وشيعة العراق، إذا ترك الشعب السوري وثواره وحدهم في المعركة، وعندها سيبكي العرب مثل النساء ثورة في سوريا لم يحافظوا عليها كالرجال.
دعم الثورة السورية الآن وليس غدا، ولا يجوز التسويف أو التأجيل أو الانتظار فكل يوم يمر يمكن حلف الشيطان من التقدم إلى الأمام، وعلى العرب والمسلمين أن يتحركوا الآن دون النظر إلى الغرب وأمريكا، وإلى دهاليز السياسة المظلمة، فإذا خسر الثوار على الأرض، لا سمح الله، فإن كل المؤتمرات لا تساوي شيئا، وعندها لن يذهب العرب إليها إلا من أجل التوقيع على استسلامهم وذلهم وخيبتهم، وهذا ما ينبغي منعه وعدم حدوثه مهما كان الثمن.