الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كيف ندافع عن إدلب؟

كيف ندافع عن إدلب؟

02.01.2020
رضوان زيادة



سوريا تي في
الاربعاء 1/1/2020
ريمي حسون مواطن سوري يبلغ من العمر 25 عاماً حصل على حق اللجوء إلى الولايات المتحدة عام 2015 قبل وصول الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض ووقف استقبال اللاجئين السوريين. وعندما بدأ القصف الروسي بالتعاون مع نظام الأسد على إدلب فكر ريمي في طرق مختلفة للاحتجاج ضد هذا القصف الهمجي والوحشي والذي ارتكب جرائم حرب بشكل يومي في قتل الأطفال في معرة النعمان وغيرها من مدن الريف الإدلبي.
ولم تعجز ريمي الحيلة وإنما وجدها في الاحتجاج عبر الإضراب عن الطعام أمام منزل السفير الروسي في واشنطن، حيث تحميه القوانين وتسمح له الشرطة بالتعبير عن رأيه عبر الامتناع عن الطعام بسبب ما يتعرض له المدنيون في إدلب ومخيماتها حيث لا أساسيات للحياة هناك لا وجود للكهرباء أو ماء الشرب، فضلاً عن نقص الطعام في مخيمات للاجئين لا تحترم الحد الأدنى من حق الإنسانية.
طريقة احتجاج ريمي وصلت إلى المجتمع الأميركي عبر وسائل الإعلام ومنها الواشنطن بوست التي كتبت مقالاً عن ريمي وإدلب التي أوصل من خلالها الرسالة إلى الإدارة الأميركية بأن عليها أن تقوم بشيء ما لأجل حماية المدنيين في إدلب.
 
الطريقة المؤثرة التي قام بها ريمي تذكرنا بمسؤولية كل واحد منا في الخارج بأن عليه أن يقوم بشيء ما كل يوم للدفاع عن إدلب بطرق مختلفة. لسوريا اليوم أبناء في كل مختلف بقاع العالم بسبب سياسة نظام البراميل في التشريد والتهجير، وكل واحد منهم يحمل اليوم رسالة في الدفاع عن إدلب، عليه أن يفكر بطرق جديدة ومبتكرة وفق قوانين البلد الذي هو فيه، ما الذي يمكنني عمله للدفاع عن أهلي السوريين في إدلب من نظام الهمجية في الأسد؟، كيف أفضح المشاركة الروسية في ارتكاب جرائم الحرب اليومية ضد السوريين؟ إنها مسؤولية وأمانة بنفس الوقت على كل واحد منا أن يحملها وأن يقوم كل ما بوسعه من أجل الدفاع عن إدلب وما تبقى من الأراضي المحررة، فالمشاركة في الحياة السياسية العامة يجب أن تزداد وأن لا تنقص مع اللجوء فهناك مساحات أوسع للتعبير وهناك ظروف أفضل للنشاط السياسي العام، على السوريين في كل بقاع الأرض أن يقوموا ما بوسعهم للاحتجاج والتظاهر أو التعبير بكل الوسائل الممكنة من أجل تحريك الرأي العام الدولي من أجل قضيتهم والدفاع عن أهلهم.
فإدلب اليوم هي وجه سوريا كلها، فبداخلها كل السوريين من كل مدنهم وقراهم ففيها النازحون من درعا وريف دمشق وحمص وحلب وغيرها من المدن التي تعرضت للتهجير على يد الآلة الهمجية التي يملكها الأسد وحلفاؤه
إن مجموع هذه النشاطات الفردية ستخلق بالتأكيد رأياً عاماً يمكن له أن يؤثر بشكل ما والأهم يمكن البناء عليه في المستقبل، لابد للسوريين في الخارج من التنظيم والمتابعة والاشتغال بالرأي العام الأوروبي والأمريكي حتى يستطيعوا التأثير وحتى يتمكنوا من حماية الثورة السورية التي لابد لها من الوصول إلى خط النهائة في إزالة نظام البراميل والتعذيب والإهانة للسوريين، بكل تأكيد لكل منا حياته الخاصة وظروفه الصعبة، والاحتياجات اليومية التي لا تنتهي لكنها يجب أن لا توقفنا عن التفكير في إدلب ومساءلة أنفسنا كيف لنا أن نحميها في وجه هذه الهمجية التي تستهدفها، فإدلب اليوم هي وجه سوريا كلها، فبداخلها كل السوريين من كل مدنهم وقراهم ففيها النازحون من درعا وريف دمشق وحمص وحلب وغيرها من المدن التي تعرضت للتهجير على يد الآلة الهمجية التي يملكها الأسد وحلفاؤه من الروس والإيرانيين ولذلك فبدفاعنا عن إدلب اليوم إنما ندافع كل سوريا وكل السوريين الذين ما زالوا يؤمنون بسوريا حرة كريمة وما زالوا يأملون بأن ثورتهم من أجل التخلص من نظام الدكتاتورية ستستمر حتى النهاية.
إدلب اليوم مسؤوليتنا جميعاً ولا إنقاذ لها إلا بمبادراتنا الفردية تماما كما فعل ريمي التي يمكن لها اليوم أن تنقذ وطنا بأكمله.