الرئيسة \  مشاركات  \  كيف نقرأ ما حصل في مناطق موالية ضمن مدينة حمص

كيف نقرأ ما حصل في مناطق موالية ضمن مدينة حمص

02.05.2015
وليد فارس



بعيداً عن متممات الخبر, والطوابق المرتفعة في بناء القصة, دعونا نؤكد أولاً أنه حصل بالفعل حملة على بعض الشخصيات والمجموعات في تلك المناطق, ولا أريد الخوض في تفاصيل أكثر, فما يهمنا أن نقرأ هذا الحدث؟, وننظر إلى نتائجه ومآلاته.
ها قد مضى عام كامل على مغادرة أبطال حمص المحاصرة إلى مناطق خارج المدينة, كما أن جلسات تفاوض عقدت بين النظام وقيادات من حي الوعر في فترات سابقة, أدت إلى تهدئة الأمور في منطقة الوعر بشكل جزئي, ويجري في الريف الشمالي منذ فترة طويلة خلافات لم تنتهي, تعتمد على إزكاء نار الفتنة بين مدينة وريف, مشعلها الأساسي حجم الاختراقات الضخم في صفوف الثوار والمدنيين في منطقة الريف الشمالي, بالإضافة إلى البسطاء المتعاطفين مع داعش في ظل الظروف والضغوط التي أصابت الجميع.
قبل شهرين بث التلفزيون الرسمي التابع للنظام, برنامجاً على الهواء مباشرة ولعدة ساعات من جامعة حمص, أكد فيها أن حمص "أمنة" ودعا فيه "المواطنين" إلى العودة إلى منازلهم, وهو وإن وجه الدعوة للجميع إلا أنه ركز تقاريره على الكنائس ومناطق محددة دون غيرها, ليقدم نفّسه الطائفي بأسلوب التعريض الغبي, الذي يشبه من يخفي رائحة القمامة بسكب زجاجة عطر في محيطها.
النظام يبذل جهود كبيرة في جعل حمص مكاناً هادئاً بالنسبة له, لينقل إليه قيادات أمنية وعسكرية, بعد أن نقل إلى قلب المدينة مستودعات سلاح ليس الوحيد فيها مستودعات السلاح التي انفجرت منذ أقل من شهر قرب منطقة الانشاءات العسكرية, وهو يسعى في سبيل ذلك أن يكون لديه مناطق تحت سيطرته تماماً بعيداً عن قصف الجيش الحر, واشتباكات مع الثوار, ويجد في حمص ومناطق الساحل مكاناً ممتازاً لمثل هذه الأفكار.
لقد أتت الخطوة التي قام بها النظام قبل يومين في مناطق موالية, عن طريق إدخال عناصر أمن من مختلف الأفرع إلى أحياء موالية, كخطوة من عدة خطوات لترتيب أوضاع المدينة, وهي –وإن كانت مفرحة للبعض مبدئياً- إلا أنها محزنة على المدى الأبعد وتأتي في غير صالحنا, ففي الوقت الذي تراجعت القوى الثورية في حمص, لأسباب عدة ليس هذا مجال ذكرها, بدأ النظام يتمدد ويرتب وضع مدينة حمص, ليجعل منها مكاناً ملائماً للعيش والعمل من قبل المحسوبين عليه.
ورغم أننا لم نفقد الأمل في القوى الثورية المتبقية في حمص, أو تلك الزاحفة من مناطق أخرى, إلا أننا يجب أن ننبه –كما نبهنا سابقاً ولمرات متكررة وبفترات متقطعة- أن ترك حمص بدون ترتيب لأوضاعها, وإعادة إعطائها دور أساسي في مجمل ما يحدث على الأراضي السورية, سيؤدي إلى عواقب كثيرة مستقبلاً, لا تحمد عقباها ليس في الوقت القريب فقط, بل وحتى عشرات السنوات ومهما كانت النتائج في الخط الثوري الراهن.
حمص, وليد فارس1-5-2015