الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كي يبدأ العد التنازلي لتكوين سورية الجديدة

كي يبدأ العد التنازلي لتكوين سورية الجديدة

15.09.2014
الوطن السعودية



الاحد 14-9-2014
حين رفضت المملكة العام الماضي أن تشغل مقعدا في مجلس الأمن، وقبل ذلك اعتذر وزير الخارجية سمو الأمير سعود الفيصل عن عدم إلقاء كلمة المملكة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. فذلك تعبير عن موقف المملكة تجاه سلبية المنظمة الدولية من الأزمة السورية.
وقبلها تقدمت المملكة بأكثر من ورقة ومقترح لحل الأزمة السورية بعضها عن طريق المجموعة العربية في الأمم المتحدة، لم تلق التجاوب المطلوب فتفاقمت الأزمة حتى صار الإرهاب يهدد المنطقة والعالم. لذلك يأتي ما نتج عن اجتماع جدة الأسبوع الماضي من تشكيل تحالف دولي خارج نطاق مجلس الأمن لمواجهة الإرهاب ليؤكد استمرار عجز مجلس الأمن عن فعل شيء لتخليص البشر مما يهددهم من إرهاب أو أنظمة قمعية.
بناء عليه فإن اتفاق عشر دول عربية مع الولايات المتحدة الأميركية على القيام بحملة عسكرية منسقة ضد تنظيم "داعش" يجب أن تدرس تفاصيله بالطريقة التي تخدم الشعبين السوري والعراقي لتصحيح الفوضوية التي جرت فيها الأحداث وجعلت "داعش" يسيطر على كثير من المساحات، فمن غير المعقول على سبيل المثال أن تكون الرقة أول محافظة بكاملها لا تخضع لسيطرة النظام السوري بل لسيطرة "داعش" بعد أن دخلتها في البداية فصائل إسلامية كانت تنسب نفسها للجيش الحر، غير أنها – بحسب أهالي الرقة – نهبت وسلبت وخطفت وأخذ أفرادها مبالغ مالية ضخمة ليفرجوا عن المدنيين المخطوفين، ثم خرجت لتترك المكان لـ"داعش" ومنه صار الموقع معقلا حصينا له.
لا بد عند ضرب "داعش" في مواقع عراقية أو سورية أن يكون البديل هو الاعتدال، وإذا كانت الحكومة العراقية قد اندمجت مع محيطها العربي ضد الإرهاب فالبديل في سورية هو الائتلاف الوطني، المعترف به من كثير من دول العالم، ويجب أن يكون لديه جيش وطني يستطيع به ضبط الأمن في المناطق.
ولعل الأفضل على الإطلاق هو دخول قيادة الائتلاف والحكومة الموقتة إلى الداخل السوري الذي سيصبح آمنا بعد طرد "داعش" والجماعات الإرهابية، فتتم إدارة المواقع غير الخاضعة لسيطرة النظام من مدينة بعينها كـ"الرقة" مثلا، على أن تعمل الولايات المتحدة والقوى الكبرى على ضمان حظر جوي فيها، بحيث لا يستطيع النظام قصفها.. عندها فقط لن تطول الأمور كثيرا حتى يبدأ العد التنازلي لتكوين سورية الجديدة.