الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كيف يرى العالم منطقة الشرق الأوسط؟!

كيف يرى العالم منطقة الشرق الأوسط؟!

01.09.2015
سعيد الفرحة الغامدي



المدينة
الاثنين 31/8/2015
 يلمس المراقب المهتم رؤية الآخر لوطنه؛ عندما يكون خارج الحدود، ويحتك ببعض الجنسيات العربية وغير العربية.
في إجازة قصيرة لكندا، أتيحت لي الفرصة لمقابلة عدد من الأشخاص بدون ترتيب وبدون علم بما سنتحدّث عنه، كان أول سؤال يُطرح: كيف الأوضاع في السعودية؟ عسى الأمور مستقرة؟ وما هي ردود الفعل المحلية لتفجيرات المساجد؟.. الشخصيات المسلمة تُعبِّر عن قلقها، وتتمنى أن تبقى السعودية في منأى عن الاضطرابات السائدة في المنطقة، ثم كان السؤال الثاني: كيف يمكن لدولة مثل السعودية إبعاد الأذى عنها وهي بلد مفتوح لكل المسلمين؟.
مواسم حج وعمرة على مدار العام، وأعداد تتزايد باستمرار، ومسؤوليات أمنية جسيمة في ظل تحركات الإرهاب المريبة، في مثل هذه الحالات يُفضَّل أن يكون الإنسان مستمعًاً، أكثر منه مُتحدِّثًا أو مدافعًا، لكي يعطي نفسه فرصة لسماع أكبر كم من الانطباعات والآراء، حتى يتمكن من تكوين فكرة ذات أهمية.
رجل أعمال لبناني يشيد بكلمة الأمير سعود الفيصل -يرحمه الله-: "نحن لسنا دُعاة حرب ولكن إذا قرعت طبول الحرب نحن لها"، وآخر يثني على قرار عاصفة الحزم بالتصدِّي لمخططات إيران في المنطقة، وثالث يقول: الله يحمي السعودية، البلد المتبقي كملجأ للعرب والمسلمين.
وفي صلاة الجمعة يُركِّز الخطيب على حُرمة الأشهر الحُرم، والدعوة لعدم الاقتتال فيها، وإبعاد الحج عن السياسة، وخطيب آخر يُناشد المصلّين بالتبرّع لبناء مسجد آخر، لأن المساجد الموجودة في كندا لا تتسع للمصلّين في أيام الجمعة على وجه الخصوص، ويُذكِّر بالاستعداد للحج لمن ينوي أداء الفريضة.
الجو العام بين المسلمين يعكس مدى قلقهم على أرض الحرمين، ومدى ثقتهم بالله وبقيادة المملكة لاتخاذ كل ما هو لازم للحفاظ على الأمن والاستقرار في الأماكن المقدسة، ويحثّون بعضهم على التعليم والمثابرة من أجل مستقبل أفضل في بلد استقبلتهم ووفّرت لهم ولأُسرهم سبل العيش والأمن والاستقرار، مجالات النجاح متوفرة ولكن المنافسة قوية، ولكل مجتهد نصيب في عالم العولمة، وأقصى ما وصلت إليه تقنيات العصر.
تذكّرت وأنا أستمع لتلك الآراء ما يدور في المنطقة، ومدى الألم الذي حل بنا إثر تفجير مسجد قوى الأمن الخاصة في منطقة عسير أثناء صلاة الظهر، والمساجد الأخرى في المنطقة الشرقية، ووجدت أن الألم لم يقتصر علينا في المملكة، بل وصلت أصداؤه إلى كل مسلم في أصقاع الأرض، إلى درجة أنهم أصبحوا قلقون علينا، لأنهم يرون في أرض الحرمين ملاذ كل المسلمين أينما كانوا، وأن أي أذى يمسّها يُثير غضبهم، ويُحرِّك مخاوفهم.
في عالم الأعمال والاقتصاد تظهر علامات الضجر من انخفاض أسعار البترول وتراجع العملة الكندية، وما يترتب على ذلك من زيادة نسب العاطلين عن العمل، ويعزون الأسباب لما يدور في منطقة الشرق الأوسط، ويخشون أنها ستزداد سوءًا.
هذه انطباعات مسافر يحمل معه هموم وطنه أينما كان