الرئيسة \  تقارير  \  كيف يمكن أن تؤدي منطقة حظر للطيران إلى حرب نووية؟

كيف يمكن أن تؤدي منطقة حظر للطيران إلى حرب نووية؟

30.03.2022
ميتشل زيمرمان


ترجمة: علاء الدين أبو زينة
ميتشل زيمرمان – (كاونتربنش) 25/3/2022
الغد الاردنية
الثلاثاء 29/3/2022
ردًا على الوحشية المتزايدة للغزو الروسي لأوكرانيا، يقول بعض الأميركيين إنهم يؤيدون جعل المجال الجوي الأوكراني “منطقة حظر طيران” للطائرات الحربية الروسية. وما يقترحونه في الحقيقة هو أن نشن حربًا ضد روسيا المسلحة نوويًا.
يقول المؤيدون لهذا الاقتراح إنه بينما يقاتل الأوكرانيون الروس على الأرض، يجب على الولايات المتحدة إخبار الروس بأنهم ممنوعون من دخول الأجواء الأوكرانية. ولكن، ما الذي سيحدث عندما تحلق الطائرات الروسية فوق أوكرانيا على أي حال؟ عندئذ يجب على طائراتنا أن تحاول إسقاطها.
الطيارون الأميركيون والروس يتقاتلون حتى الموت؟ هذا يسمى حرباً.
ثمة سبب يجعل الرؤساء الأميركيين من كلا الحزبين -والزعماء الروس أيضًا- يتجنبون منذ عقود المواجهات العسكرية المباشرة مع القوة النووية العظمى الأخرى. وهم محقون في مخاوفهم من أن حرباً بين القوتين يمكن أن تنتهي بالفناء النووي المتبادل.
وفيما يلي ثلاث طرق قد ينتهي بها التدخل الأميركي الذي يبدأ بإقامة منطقة حظر للطيران إلى تبادل نووي بين روسيا وأميركا.
1. حرب نووية بعد تصعيد من روسيا.
تأمل هذا السيناريو.
بعد إعلان منطقة حظر الطيران، تُسقط الطائرات المقاتلة الأميركية طائرات روسية فوق أوكرانيا. وتتحطم بعض الطائرات الروسية على جانب روسيا من الحدود. وبدعوى حدوث انتهاك لمجالهم الجوي، يطلق الروس الصواريخ على قواعد حلف الناتو الجوية في بولندا رداً على ذلك.
تخشى الولايات المتحدة أن يكون هذا الهجوم الجوي مقدمة لغزو روسي وتحشد قواتها بالقرب من الحدود الشرقية لبولندا. كما تحرك روسيا قواتها باتجاه الحدود.
في خضم ضباب الحرب، يساء فهم تحركات قوات أحد الأطراف فتُفهم على أنها غزو وشيك ويندلع القتال. وتتقدم قوات الناتو تتقدم إلى الأمام، ولا تستطيع القوات الروسية الضعيفة إيقافها.
بالنظر إلى أن الهزيمة غير مقبولة، تلجأ روسيا إلى الأسلحة النووية في ساحة المعركة. وترد الولايات المتحدة بالمثل. والآن، ثمة حرب نووية جارية.
2. حرب نووية بعد إسقاط طائرات أميركية.
دفع التفكير السحري -أو مشاهدة الأفلام بكثرة- الأميركيين إلى الاعتقاد بأنه مهما حدث، فإننا سننتصر في المقطع الأخير.
أما في الحياة الواقعية، كما رأينا في الحروب من فيتنام إلى أفغانستان، فإن الحرب خالية من اليقين. ليس هناك ما يضمن ألا تكون طائراتنا هي التي يتم إسقاطها. وقد يصبح الضغط السياسي من أجل رفع الرهان بعد ذلك كبيراً لا يقاوم، ربما من خلال إطلاق صواريخ أميركية على القواعد الجوية الروسية.
ويمكن أن ترد روسيا بتوغل “محدود” في بولندا لوقف إطلاق الصواريخ. وخوفًا من ألا يتوقف الروس قبل وصولهم إلى برلين، قد يفكر القادة العسكريون الأميركيون في استخدام الأسلحة النووية في ساحة المعركة.
ألا يجوز أن يقرر بوتين أنه إذا بدت الهجمات على روسيا الأم نفسها حتمية، فإن من الأفضل شن الضربة النووية الأولى ضد أميركا؟ وهل يمكن أن تتخذ واشنطن نفس القرار بشأن روسيا؟
3. حرب نووية عن طريق الصدفة.
إن تاريخ الحرب الباردة حافل بـ”الإنذارات النووية الخاطئة” -وهي حوادث كادت أن تؤدي إلى نشوب حرب نووية. في تشرين الثاني (نوفمبر) 1979، على سبيل المثال، أدت أخطاء حاسوبية إلى صدور تقرير كاذب بأن الاتحاد السوفياتي أطلق 250 صاروخًا نوويًا على الولايات المتحدة. وكان لا بد من الرد على الفور.
ولم تنته هذه الأخطاء إلى اندلاع حرب نووية، جزئيًا لأنه لم يكن هناك صراع نشط بين الولايات المتحدة وروسيا في ذلك الوقت. ولكن، ماذا لو حدث خطأ مشابه بينما يتقاتل الطيارون الأميركيون والروس فوق أوكرانيا؟
الباقي يمكن أن يكون تاريخاً… أو نهاية التاريخ.
إن ما هو على المحك أكبر كثيراً من أن نتجاهل المخاطر. الآن، تزود الولايات المتحدة وحلفاؤنا الأوروبيون أوكرانيا بأسلحة ساحة المعركة وبمعلومات استخباراتية عسكرية مهمة لمساعدتهم في مقاومة العدوان الروسي. وقد قمنا أيضًا بعزل روسيا اقتصاديًا.
ولكن، بغض النظر عن مجريات الحرب، يجب ألا نغلق الباب أمام الدبلوماسية وإمكانية التوصل إلى حل تفاوضي. ومهما يكن أي شيء آخر نفعله، فإن على بلادنا أن تقاوم المخاطرة بنشوب حرب نووية على أوكرانيا.
 
*ميتشل زيمرمان Mitchell Zimmerman: محام وناشط اجتماعي قديم ومؤلف كتاب الإثارة المناهض للعنصرية Mississippi Reckoning (2019).
*نشر هذا المقال تحت عنوان: How a No-Fly Zone Could Lead to Nuclear War