الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كيف ينظر الكبار للأزمة السورية؟

كيف ينظر الكبار للأزمة السورية؟

22.04.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
الاثنين 22/4/2013
بالأمس، وعلى هامش مؤتمر مجموعة أصدقاء سورية في إسطنبول؛ جاءت استقالة أحمد معاذ الخطيب مجددا من منصبه كرئيس للائتلاف السوري. هذا الخبر وحده يكفي للإشارة على المرحلة الحرجة التي تمر بها الأزمة السورية. هذا الخبر يؤكد أيضا اتساع الفجوة وعمق الخلافات بين الائتلاف السوري والمجتمع الدولي، فيما يخص سبل الخروج من الصراع الدائر في سورية، والتوصل إلى حلول لإسقاط نظام بشار ووقف نزيف الدم، وإنهاء معاناة الشعب السوري. رئيس لجنة العضوية في الائتلاف السوري مروان حاجو ذكر أن سبب الاستقالة "عدم تسلم المعارضة أسلحة ثقيلة لتمكين السوريين من الدفاع عن أنفسهم".
الأميركيون تعهدوا على لسان وزير خارجيتهم جون كيري بمضاعفة دعم المعارضة بتسليمها معدات عسكرية دفاعية لم تحدد بعد. فيما أعرب وزير الخارجية الألماني فسترفيلي عن "استعداده لـ(درس) تسليم مقاتلي المعارضة الذين يحاربون نظام الرئيس بشار الأسد سترات واقية من الرصاص"!
الأميركيون والأوروبيون يخشون من وقوع الأسلحة الثقيلة في أيدي الجماعات المتطرفة بعد سقوط النظام، لا سيما أن أنباء قد ترددت عن بدء بروز "القاعدة" على الساحة في المشهد السوري، والغرب بالطبع لا ينظر إلى خطر هذه الجماعات على المنطقة بقدر خوفه على مصالحه ومصالح ذراعه الاستراتيجي في الشرق الأوسط، إسرائيل.
بالتأكيد أن الأوساط السياسية الغربية لا تنظر إلى الأزمة السورية بذات الرؤية التي تنظر منها دول الإقليم، فنتائج هذه الأزمة وانسحاباتها على المنطقة أقوى منها بكثير على المجتمع الدولي، خاصة إذا لم تتجاوز محيطها السوري، أو اقتصر تأثيرها على دول الجوار باستثناء إسرائيل. وفي ظل تراخي بعض دول الإقليم عن تفعيل دورها السياسي في مواجهة نظام بشار؛ فإن الدول الغربية ستكتفي بإدارة ملف الأزمة السورية، واللعب بها كورقة ضغط في مواجهة بعضها البعض من أجل أهدافها الاستراتيجية الأخرى، وهو ما يفسر بعض التصريحات المتناقضة والمتلابسة أو اللامبالية من بعض الدول كروسيا والولايات المتحدة، أو حتى من ألمانيا التي ستدرس إرسال سترات واقية من الرصاص لأفراد الجيش الحر! بل ربما كانت الأزمة السورية بدمائها وضحاياها ونازحيها مجرد ورقة للتفاوض على طاولة الدول العظمى حول قضايا أخرى تعد أكثر أهمية لتلك القوى.