اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ كَثرَ الساسةُ .. فضاعت الطاسة !
كَثرَ الساسةُ .. فضاعت الطاسة !
15.07.2020
عبدالله عيسى السلامة
قال - بأسف ومرارة – : ترك الناس واجباتهم ، وانشغلوا بالسياسة ! فسأله أحدهم : أهم مشغولون بالسياسة ، أم بالثرثرة السياسية ؟ فأجاب : كله واحد ! فجاءه الردّ : لا، ليست السياسة كالثرثرة السياسية ، وليست الثرثرة السياسية ، سياسة ؛ فالسياسة عمل جادّ ، قائم على الحساب ، بأنواعه : حساب الربح والخسارة ، لدى الفرقاء ، جميعا: لدى الصديق.. ولدى الحليف.. ولدى الخصم .. ولدى العدوّ..! ايّ : لدى المشاركين، جميعاً، في عمل سياسي واحد، ولكلّ منهم مصلحته ، الكبيرة أو الصغيرة .. ولكلّ منهم قوّته ، التي يوظفها ، في تحصيل مصلحته.. ولكلّ منهم طريقته ، في حساب مصلحته ، وحساب مصالح الآخرين : الخصوم والأعداء والحلفاء ! كما أنّ لكلّ منهم طريقته ، في حساب قوّته ، وقوى الآخرين .. ولكلّ منهم أسلوبه ، في تقدير قدرته على تحصيل مصلحته ، بين القوى المتصارعة المتنافسة ، وقدرته على التكهّن ، فيما يمكن أن يفعله الآخرون ، من توظيف قواهم ، لتحصيل مصالحهم ، بين القوى المتداخلة والمتقاطعة .. وبين المصالح المتداخلة والمتقاطعة ؛ الظاهر من المصالح والقوى.. الموظف من القوى ، والاحتياطي القابل للتوظيف..العاجل من المصالح والآجل.. الهامّ منها ، والأشدّ أهمّية ، والأقلّ أهمّية .. مايمكن أن يتنازل عنه الشخص ، من مصالحه.. وما يُعَدّ أساسياً ، لديه ، غير قابل للتنازل ، عنه ، أو عن جزء منه..!
هذا ، كله ، يدخل في الحساب السياسي ، الذي تقتضيه السياسة ! وقد يشمل هذا الحساب ، مصالح دول ، ومصائر بشر! أمّا الثرثرة ، فهي مجرّد ثرثرة ، لاتحتاج حساباً ، لقوى أو مصالح ! وإن احتاجت ، إلى شيء من ذلك ، فلا يَرى الثرثار، نفسَه ، مكلفاً، بأن يحسب شيئاً منه ؛لأنه مجرّد ثرثار، يتحدّث عن أشياء، قد لاتهمّه، كثيراً ! وإن أهمّه شيء منها ، فهو غير مسؤول عنه ، أو عن نتائجه ، في الحال ، أو المآل ؛ لأنه مجرّد ثرثار، يقول كلاماً عابراً، ثمّ يمضي ، ناسياً ماثرثر به ، هو، والآخرون معه ! فهل اتّضح الفرق ، بين السياسة والثرثرة السياسية ؟ فهزّ الرجل رأسه ، بالإيجاب ، ثمّ قال ، بابتسامة مرّة : صدقت ؛ هذا مايفعله المتحدّثون بالسياسة، الذين أشرت إليهم : إنه مجرّد ثرثرة ، وهم مجرّد ضحايا ، لحسابات الساسة المتمرّسين.. والماهر، من هؤلاء الثرثارين، هو من يحسب سياسته الخاصّة به ، غافلاً عن مصالح الآخرين ، المتشابكة مع مصالحه ، وكأنه وحده ، في العالم ! وأصحّ قول، يمكن أن ينطبق عليهم ، هو : كَثرَ الساسة ، فضاعت الطاسة !
فقال صاحبه : بل الأصحّ منه ، هو القول : كَثرَ ثرثارو السياسة ، فضاعت الطاسة!