الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كُرد سوريا إذ "يتوحدون" ماذا في الأفق؟

كُرد سوريا إذ "يتوحدون" ماذا في الأفق؟

29.12.2013
محمد خروب


الرأي الاردنية
السبت 28/12/2013
الأنباء التي تتحدث عن اتفاق كُرد سوريا على "جنيف2"، أخذت تتواتر، بل ثمّة ما يدعو للاستغراب والتساؤل عن "سر" هذا التقارب المفاجئ في المواقف بين أبرز طرفي كرد غرب كردستان أو (روجفا) كما تسمى بالكردية، وهما هنا الاتحاد الديمقراطي (PYD) بزعامة صالح مسلم العضو في هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي التي يرأسها حسن عبدالعظيم، وفي الاطار الهيئة الكردية العليا (التي أعلنت الإدارة الكردية المستقلة في المناطق الكردية السورية) أما الطرف الكردي "الآخر" والمنخرط في ائتلاف المعارضة الذي يرأسه أحمد الجربا، فهو المجلس الوطني الكردي الذي لا وزن له ميدانياً، لكنه يحظى برعاية ودعم مسعود برزاني الزعيم الكردي "العراقي" القوي والأبرز في المشهد الكردي بل والمعوّل عليه تُركِياً وربما لدى بعض العرب، باتخاذ خطوات أكثر "عمقاً" على طريق تفكيك سوريا عبر التحريض على العامل القومي والعِرقي ومظلومية الكرد!!.
هل قلنا مسعود برزاني؟
نعم.. فاللافت في تصريحات طاهر صفوك، رئيس المجلس الوطني الكردي (المقرب من البرزاني وأنقرة وائتلاف الجربا) وَصْفه الاتفاق مع صالح مسلم بأنه "إنجاز تاريخي للشعب الكردي".. ما يؤشر أيضاً إلى أن دخول ليلى زانا، العضوة الكردية الشهيرة في البرلمان التركي والتي قضت سنوات عديدة في السجون التركية لنشاطاتها (الكردية) كذلك رئيس بلدية ديار بكر عثمان بايدمير (وهما من أنصار عبدالله أوجلان) على خط الأزمة الكردية "السورية" يعني أن ثمّة متغيرات وشيكة في الطريق بل يمكن وصفها (وإن بتحفظ) بأنها "صفقات"، وإلاّ ما الذي يجمع بين خطيّ أو نهجيّ أو تاريخيّ برزاني وأوجلان؟ وكيف يمكن قراءة هذا التقارب غير المسبوق بين نهجين متناقضين، مباشرة بعد أن استعان رجب طيب اردوغان برئيس اقليم كردستان العراق كي يكون ضيف شرف وخطيباً في مهرجان شعبي وباللباس الكردي التقليدي، الذي "حظرته" الحكومات التركية المتعاقبة وخصوصا حكومة اردوغان، واعتبرته جزءا من التحريض وتعريض وحدة البلاد للمخاطر؟ بل كيف يمكن النظر الى هذا "الالتقاء" المفاجئ بين "خطّين" متناقضين في المسألة الكردية، كان انصار اوجلان يتهمون على الدوام، جماعة البرزاني بأنهم اقطاعيون ويمينيون واصحاب اجندة وارتباطات لا تخدم القضية الكردية؟
ما علينا
الى ان "تتظّهر" الصورة الحقيقية ونعرف كيف تم جمع "الاضداد" كي يتم اشهار هذا "الانجاز التاريخي" فإن من المهم هنا التساؤل عمّا اذا كان اقتراب موعد انعقاد جنيف2 (إن عُقد) هو السبب الحقيقي وراء استعجال اتفاق كرد سوريا على الذهاب الى المؤتمر بوفد موحد.. بمعنى-وكما جاء في الانباء-ان المشاركين باسم "أي" حزب كردي في المؤتمر، سيكونون ممثلين عن "شعب كردستان" ولا يتحدثون بصيغة فردية او حزبية؟
ثم
اذا كان الامر كذلك، فهل سيكونون جزءا من وفد الائتلاف (إن ذهب)؟ واذا كانوا كذلك، فهل ستطرح المسألة الكردية اصلا في جنيف2 وخصوصا مسألة "الفيدرالية" على ما ينادي به انصار صالح مسلّم الذين اعلنوا من جهتهم الادارة الذاتية المؤقتة في غرب كردستان؟ وماذا إذاً عن عضوية الاتحاد الديمقراطي والهيئة الكردية في هيئة التنسيق التي ستذهب الى جنيف؟ ولا يُعرف ما اذا كانت في الطريق الى جنيف2، ستذهب هي الاخرى في وفد موحد مع الائتلاف، أم ستُبقي على هيكلها الراهن في اطار وفد مستقل؟
في التطور الكردي الاخير، ثمة ما يثير التساؤلات اكثر مما يأتي بإجابات، وبخاصة ان الهوة بين الطرفين الكرديين (السوريين) واسعة وعميقة، وبخاصة في شأن الموقف من "النظام" حيث يضع المجلس الوطني الكردي هدف "إسقاطه" على رأس اولوياته متماهيا في ذلك مع الائتلاف ورعاته في انقرة وبعض العواصم العربية، ناهيك عن التمايز بينهما ازاء طبيعة النظام "الجديد" الذي يريدون، اذ يقول عبدالحميد درويش حليف الائتلاف "الوفد الكردي الموحد سيطرح رؤية مشتركة مفادها، ان الاكراد يريدون نظاما فيدراليا، لكننا لن نفرض هذا على شركائنا العرب، نطالب-يضيف-بحقوق قومية كردية من دون ان يعني ذلك انفصالا او استقلالا، لأن أي شخص يطالب بالانفصال والاستقلال يسيء الى الشعب الكردي".
.. ماذا في الافق حقاً؟