الرئيسة \  برق الشرق  \  لاجئين سوريين بألمانيا وخيبة أمل من زعماء الصناعة

لاجئين سوريين بألمانيا وخيبة أمل من زعماء الصناعة

22.06.2013
هيثم عياش


برلين /‏21‏/06‏/13
تقوم خلال الايام القليلة المقبلة طائرات من الجيش الالماني بالتعاون مع وزارة الخارجية الالمانية ومنظمات اغاثة دولية انسانية مستقلة بإحضار حوالي خمسة آلاف لاجئ سوري من مخيمات اللاجئين في لبنان والاردن بإحضارهم الى المانيا وفق اعلان الحكومة الالمانية في وقت سابق من شهري نيسان/ابريل وأيار/ مايو استيعابها لاجئين سوريين للتخفيف عن الاردن ولبنان وبالتالي موافقة الحكومة الالمانية طلب عائلات سورية تحمل الجنسية الالمانية ايواء اقارب لهم لديهم في المانيا تحت شروط عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم اثر انهيار نظام بشار اسد اسوة بما فعلته الحكومات الالمانية السابق ايواء لاجئين من الكوسوفو والبوسنة اثناء الحرب التي وقعت بالبلقان بداية التسعينات وأواخر عام 1999 وقامت باعادة الكثير منهم  الى بلادهم بعد انتهاء الحرب  أي انهم يبقوا في المانيا بدون الحصول على لجوء سياسي واقامتهم اقامة انسانية بحتة يُسمح لهم بالدراسة والعمل .
وأعربت وزيرة الدولة بدائرة المستشارية الالمانية المسئولة عن ملف الاجانب ماريا بوهمر عن ارتياحها لقرار الحكومة الالمانية لاستيعاب لاجئين سوريين وترحيبها بهم معتبرة القرار اشارة انسانية واضحة بان المانيا لن تترك السوريين عرضة للمهالك وبالتالي تضامن قوي مع الاردن ولبنان للتخفيف عنهما منوهة بالوقت نفسه لقرار الحكومة الالمانية اثناء مؤتمر الدول الصناعية الثمانية الذي عقد يومي 17 و 18 حزيران/يونيو في ايرلندا الشمالية رفع مساعدات المانيا الانسانية للاجئين السوريين في مخيمات اللجوء الى حوالي 200 مليون يورو بادرة تضامن مطلق لرفع معاناتهم .
ويعتبر قرار الحكومة الالمانية استبعاب العدد المذكور الاكبر من نوعه باستقبال لاجئين من الدول التي تشهد نزاعات فقد وصل عدد الذين استقبلتهم المانيا من العراق الى حوالي 1500 عائلة جلهم من النصارى والديانة اليزيدية بينما وصل عدد لاجئي الكوسوفو والبوسنة الى حوالي 3500 لاجئ ، وكان الحزب المسيحي الديموقراطي قد طالب بايواء نصارى سوريين فقط  الا ان اعضاء الخضر والديموقراطيين الاشتراكيين واليساريين والاشتراكين الاحرار / شريك المسيحيين بحكم المانيا / رفضوا ذلك بالتعاون مع منظمات سياسية وانسانية دولية معتبرين مطالبة المسيحيين عنصري قح .
وحول نتائج زعماء الدول الصناعية حول سوريا فقد  وصف مدير عام منطقة الشرق الاوسط السابق بوزارة الخارجية الالمانية فولفجانغ ايشينجر الذي يشغل حاليا  رئاسة مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين مؤتمر الدول الصناعية الثمانية الذي عقد بايرلندا الشمالية يومي الاثنين والثلاثاء المنصرمين 17 و 18 حزيران/يونيو الحالي  بندوة دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية هذا اليوم الجمعة 21 الشهر الجاري بالمخزي وبالتالي مخيبا لآمال الشعب السوري اذ ان زعماء الدول المذكورة جراء خلافهم مع روسيا لم يعلنوا مستقبل بشار اسد في سوريا وكأنهم موافقون لآراء موسكو التي تؤيدها طهران بقاء اسد حتى عام 2014 اي موعد انتخابات رئاسية لانتهاء اجل اسد  .
وأوضح السفير الالماني السابق في القاهرة وواشنطن انه بالرغم من تأكيد زعماء تلك الدول انهاء ماساة الشعب السوري سياسيا ودعمه لمؤتمر دولي حول سوريا / جنيف 2 / الا انهم لم يشيروا  موعدا لهذا المؤتمر الذي كثر الحديث عنه مؤكدا تشاؤمه من هذا المؤتمر اذ انه لن يقدم الجديد لانهاء ماساة الشعب السوري مؤكدا انه لا مستقبل لبشار اسد في سوريا بعد مرور عامين على انتفاضة الشعب السوري وانتهاجه سياسة القتل واحراق المدن وتدميرها والاستعانة بعصابات شريرة متمثلة بحزب الله وغيره لقتل الشعب السوري اذ  من يريد احلال سلام قد مزقته الديكتاتورية يعتبر غير واقعي وبالتالي لا يبالي بمشاعر الشعب السوري الذي اصيب بخيبة امل من المجتمع الدولي .
وطالب ايشنجر الحكومة الالمانية بقيام دور رائد لانهاء ماساة الشعب السوري مشيرا ان تأكيدات وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه سلمية السياسة الالمانية الخارجية لا تنطبق على حكومات الدول التي تقتل شعبها اذ ان الدواء الكي على حسب تعبيره .