اخر تحديث
الثلاثاء-30/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
واحة اللقاء
\ لاجئ مقابل كل لبنانيَّين؟
لاجئ مقابل كل لبنانيَّين؟
12.04.2014
راجح الخوري
النهار
الخميس 10/4/2014
لم يكن ينقص الامم المتحدة سوى ان تقترح على الدولة اللبنانية، اقامة احتفال تدعو اليه السفراء العرب والاجانب والمؤسسات الخيرية والانسانية، لمناسبة تسجيل العدّادات البشرية على الحدود السورية دخول اللاجئ المليون فأهلاً وسهلاً.
انه يحيى شرقية، مواطن منكوب هرب الى لبنان من جحيم النار وصادف رقم المليون، ليحظى بالاهتمام ليس لأسباب انسانية مستجدة عند الامم المتحدة ودول العالم التي تتفرج على كارثة القرن، بل لأن رقم المليون له وقع وصدى حتى لو كان يرد في تعداد المآسي!
ليس صحيحاً على الاطلاق ان عدد اللاجئين مليون، ففي مؤتمر المانحين الذي استضافته الكويت قبل عامين، قال لي احد المسؤولين في المنظمة الدولية ان العدد سيصل الى مليون ونصف مليون في حزيران من العام الماضي، ثم ان الذين يتمّ تسجيلهم على الحدود، لا يشكلون نصف عدد الذين دخلوا ويدخلون من دون قيد او احصاء، وقد بات مجموعهم يساوي ٥٠٪ من عدد اللبنانيين تقريباً، كما لو ان ١٥٠ مليون مكسيكي دخلوا الى اميركا او مثلهم من الصينيين دخلوا روسيا !
لا يجادل احد في ان الواجب الانساني يفرض على لبنان ان يتحمل ولو على جروحه، ولكن ثمة طاقة على الاحتمال تجاوزناها منذ عامين، قياساً بما يتحمله الاردن وتركيا حيث هناك سلطات قوية ونحن في قبضة الفوضى والدولة الممتهنة، ولهذا كان من المعيب كل هذا الاهتمام باللاجئ المليون!
ربما علينا ان نتذكر ان عدد اللاجئين الفلسطينيين كان في عام ١٩٥٢ مئة الف يوم كان عدد اللبنانيين مليوناً، وان نتذكر الفواتير التي دفعها لبنان بسبب اللجوء الفلسطيني، لعل هذا يساعد على تصوّر حجم الفواتير التي قد ندفعها بسبب اللجوء السوري الفوضوي وغير المنظم، وخصوصاً اذا استمرت سياسة التجاهل على ما يقول وزير الشؤون الاجتماعية فقد بات الموضوع اخطر من ان يحتمل!
الفضيحة ان الدولة تدفن رأسها في الرمال كما يوحي رشيد درباس، وهي لا تستطيع ان تتعامل مع الدول المانحة والامم المتحدة ما لم تحدد اطراً واضحة، لكنها لا تملك الحد الادنى من التصور على صعيد ارقام اللجوء واماكن اللاجئين وما يتطلبه هذا العبء الثقيل!
السوريون الذين وجدوا عملاً لن يعودوا غداً، والذين دمّرت منازلهم ليسوا بعائدين، والحديث عن اقامة مخيمات لهم يفتح الابواب على بقاء اعداد كبيرة منهم ريثما يستطيعون العودة الى سوريا، ولبنان على حافة ازمة اقتصادية كبرى والمانحون يقدّمون كثيراً من الوعود والقليل من الدولارات !
أهم من كل هذا ان عدد اللاجئين الضخم سيفاقم الفوضى الامنية، والأخطر انه سينسف قواعد التوازن الديموغرافي المهتزّ حتى وان كان اللاجئون لن يتجنّسوا !
rajeh.khoury@annahar.com.lb