الرئيسة \  تقارير  \  لاكروا: في مدينة ليون.. ثمة ضرورة ملحة لمحاربة الأعمال المعادية للمسلمين

لاكروا: في مدينة ليون.. ثمة ضرورة ملحة لمحاربة الأعمال المعادية للمسلمين

07.02.2022
الجزيرة


الجزيرة
الاحد 6/2/2022
رغم أن الجالية الإسلامية في هذه المنطقة من فرنسا هي كبرى الجاليات ومن أفضلها تنظيما، فإنها تعاني اليوم سيلا غير مسبوق من أعمال الكراهية ضد المسلمين، مع تلكؤ واضح في تصدي المسؤولين لهذه الظاهرة المقلقة.
هذا ما يلخص تقريرا أعده إيف غويو لصحيفة لاكرو (La Croix) الفرنسية، لاحظ فيه أن الحالة الذهنية للمجتمع الفرنسي في إقليم الرون وعاصمته مدينة ليون، سيئة للغاية.
وذكر الكاتب أن هذا ما تكشف يوم الجمعة 4 فبراير/شباط الجاري، عندما توقفت البعثة البرلمانية حول الأعمال المعادية للدين في ليون، والتقت هناك بزعماء الأديان المختلفة، ولا سيما ممثلي المسلمين الذين عبروا عن قلق بالغ بسبب ما يتعرضون له من أعمال عدائية تتفاقم باضطراد.
ولفت الكاتب إلى حركة رمزية تظهر مدى إلحاح التصدي لهذه الاعتداءات، قام بها كامل قبطان عميد المسجد الكبير بمدينة ليون -ثالث المدن الفرنسية من حيث عدد السكان- حين بدأ لقاءه بالنائبين البرلمانيين إيزابيل فلورين ولودوفيك ميندز بقراءة بضعة أسطر من رسالة وردت إليه ذلك الصباح، مردفا أن هذه كلمات مقلقة لمسلم لم يذكر اسمه، يأسف لتدفق غير مسبوق من الكراهية ضد المسلمين ويدين بشدة عدم تصدي الدولة لذلك.
وأضاف قبطان، وهو كذلك رئيس مجلس مساجد الرون، أن ما تحدثت عنه تلك الرسالة هو "الحالة الذهنية للمجتمع المسلم هنا في الأشهر الأخيرة"، قائلا: "لم أعرف فرنسا قط في مثل هذه الحالة".
وذكر الكاتب أن زيارة النائبين تأتي في إطار تنفيذ طلب من الحكومة بإعداد جرد للأعمال المعادية للدين التي ترتكب في فرنسا، وأنهما يجوبان فرنسا ويلتقيان بالمسؤولين الدينيين ويعقدان معهم جلسات استماع.
وأضاف أن الزعماء المحليين للعقيدة الإسلامية كانوا متعطشين بشكل خاص للقاء هذه البعثة، لإطلاعها على نطاق التهديدات والأعمال الفعلية ضد المسلمين، والتي شهدت زيادة بنسبة 32% وفقا لآخر تقرير صادر عن وزارة الداخلية.
لكن الكاتب علّق بالقول إن منطقة الرون هي إحدى المقاطعات الفرنسية التي توجد فيها جالية مسلمة هي كبرى الجاليات ومن أفضلها تنظيما في فرنسا، غير أنه توجد فيها كذلك "شبكة يمينية متطرفة نشطة بشكل خاص"، كما يوضح ذلك النائب موسيل لودوفيك مينديز.
ولفت إلى أن عام 2020 كان عاما صعبا بشكل خاص على المسلمين، فبالإضافة إلى الحرق المتعمد لمسجد برون ومصلى البيراش في منتصف الصيف، تم استهداف المؤسسات وقادتها مرارًا وتكرارًا، وتعرض الجامع الكبير في ليون لفيضان من الإهانات اللفظية خلال وقت إحدى الصلوات، وتولت كبر ذلك مؤسسة "جيل الهوية".
ويقول الكاتب إن الأفراد مستهدفون كذلك، ويسرد في هذا الإطار قصة رجل الأعمال ياسين، وهو أحد سكان اليون ويبلغ من العمر 38 عامًا، يقول إنه بدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 بناء منزله الجديد في بلدة صغيرة في هوت لوار، عندما أُضرمت النار في أدوات البناء التي أحضرها وتم تعليق تصريح البناء الخاص به في نهاية المطاف من قبل مجلس المدينة، بعد اجتماع عام مع سكانها.
ويرى قبطان أن ما تسبب في هذه الإساءات هو "إطلاق العنان" للمتطرفين البيض في المجال الإعلامي، كما هو في المجال السياسي، موضحا أن الأعمال العدائية عندما تصبح يومية، لم تعد تجد من يستنكرها.