لا أريد هكذا أمم متحدة

أنا وأمريكا وروسيا نعترض على طلب المعارضة السورية الحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة ؛ وهذه أسبابنا ومبرراتنا :
أمريكا ترى أنه من المبكر الإقدام على هذه الخطوة ، فحكومة المعارضة لم تُشكّل بعد وهناك اختلافات وهناك جماعات إرهابية ...... أي كل الحجج التي ساقها العالم حتى الآن كي لا يأتي لنجدة شعب يُذبَح على يد سلطته المجرمة وكي يستمر الغطاء الخفي لتلك السلطة.
[ بالمناسبة ألا يذكرنا ذلك بموقف أمريكا تجاه الفلسطينين عندما طلبوا حتى مقعد مراقب في هذه الامم المتحده ؟هل نحتاج مزيدا من البراهين لنعرف اي عصابة استعمارية تحكمنا ! المفارقة أن نتنياهو وعصابته ليسوا فلسطينيين ، وعصابتنا مسماة علينا أنها سورية ]
روسيا تسوق حجة مفادها أن ذلك سيكون سابقة خطيرة بحيث أنك ستجد في المستقبل معارضات في دول ما تتقدم بالطلب ذاته لتجريد الحكومات التي تعارضها من مقعد الأمم المتحدة . لا بد للمرء ها هنا من أن يسأل ممثل عصابة موسكو في الأمم المتحدة فيما اذا كان يروق له أن تبقى عصابة تقتل شعبها ممثلة في الأمم المتحدة ؟ أقول إن تخوّف ممثل عصابة موسكو في الامم المتحدة في مكانه تماما لأنه يعرف أن الشعب الروسي سيقوم يوما ما بالشيء ذاته الذي يقوم به شعب سوريا البطل وتجد عصابة موسكو نفسها عارية أمام العالم. مشكلة عصابة موسكو غير محصورة في الشيشان .اريد لجهة محايدة أن تبحث في قبول أو عدم قبول عصابة موسكو في المجتمع الروسي . إن أتى هذا البحث حرا ستكون النتائج مذهلة ؛ والفعل آت حتما.
أما أنا فلا أريد مقعدا في هكذا أمم متحدة على رؤية الظلم والقمع والجريمة ومخالفة ميثاقها في كل ما تفعله . أمم متحدة تتحرك إذا اشتكت دجاجة في آخر بقاع الأرض ولا يهتز لها جفن إلا نفاقا وامام عينها يُدَ مّر بلد ببشره وحجره . في القصة السورية ، كلفت هذه الأمم المتحدة " الدّابة وأنان والإبراهيمي" فقط لتمديد النزف والدمار السوري ؛ وكان شرطها أن يشهد المبعوثون زورا... وقاموا بالمهمة بكل كياسة ودبلوماسية وقلة وجدان وضمير. آخر إبداعات هذه الامم المتحدة إرسال فريق تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيميائية . أتعرفون لماذا تتعثر وتستحيل مهمته ؟ لقد كُلف بمهمة يستحيل قبولها فهي تذكّر بمهمة مفتشي العراق . أيضا ؛ من أجل إطالة النزف السوري . استخدام النظام للمواد الكيميائية في قصفه أهل سوريا لا يحتاج إلى لجان تفتيش ؛ إنه ظاهر للعيان . ليأخذ الثوار عددا من الذين أُصيبوا بالكيميائي حتى لو كانوا جثثا إلى تركيا وليعاينهم هذا المعتوه بان كيمون بذاته .
أريد فقط مقعدا في سوريتي الحرة المتحدة .