الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا تستطيع أميركا القيادة من دون سياسة!

لا تستطيع أميركا القيادة من دون سياسة!

29.04.2014
سركيس نعوم


النهار
الاثنين 28-4-2014
عن انكفاء تركيا اردوغان ضد الأسد، تحدث الباحث الحالي والمسؤول السابق في "ادارة" أميركية مهمة، قال: "تركيا أخطأت. راهنت على مقدرتها على إقناع الأسد بالإصلاح، وساهم ذلك في تهدئة أميركا اشهراً. لكن ماذا فعلت بعد ذلك؟ لا شيء. أعتقد أن أردوغان صار، بعد الذي فعله داخل الجيش التركي، يخشى استعماله في عمل عسكري. لم يعد قادراً على تكرار ما فعلته تركيا مع الرئيس (الراحل) حافظ الأسد، عندما هدَّدته باجتياح بلاده، إذا لم يسلّمها زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، اللاجىء عندها. وقد سلّمها إياه وإن على نحو غير مباشر. أردوغان اليوم، لا يستطيع انذار بشار الأسد بالرحيل عن السلطة كي لا يدخل جيشه أراضيها. طبعاً لا يعني تردُّد أردوغان، أن الجيش لن يلبيه، سيفعل لكن من دون حماس. فضلاً عن أن العلاقة بين العسكر السوري والعسكر التركي، التي نشأت بعد إنهاء مسألة أوجلان، كانت جدّية وودّية". علَّقت: كانت تركيا تدرّب على أراضيها، وفي مخيمات خاصة، نحو 20 ألف سوري لدعم الثوار ضد الأسد، أرسلت منهم في إحدى العمليات نحو ثمانية آلاف في اتجاه حلب، وذلك بغية الإعداد لإقامة منطقة آمنة. لكن مخابراته اطلعته على الأمر، فضرب "العائدين" إلى سوريا، وقضى على كثيرين منهم. ولم تقم تركيا بردّ فعل واحد. ردَّ: "ربما يكون أردوغان وصل إلى الآخر. لا أعرف. واجه مشكلات صحية خطيرة ويبدو أنه انتهى منها. لكن الضغط الذي يعيش فيه، يمكن أن "يخربط" صحته مرة أخرى. أما "حزب العدالة والتنمية" الذي يتزعمه، فإنه باقٍ في السلطة، لأن شعبيته لا تزال واسعة".
انتقلنا في الحديث إلى السعودية، فسألت الباحث الحالي والمسؤول السابق: كيف تهدئها أميركا؟ أجاب: "بالقيادة. أي عندما تقرر أميركا أن تقود، وأن تكون لها سياسة واستراتيجيا وموقف عملي، فإن السعودية ستكون مستعدة لأن تمشي بكل ما تريده (أي أميركا)، حتى في التفاصيل، وحتى في الحوار الأميركي – الإيراني. لكن هناك شرط، أو ضرورة أن تسلح أميركا، أو أن تسمح بتسليح "الجيش السوري الحر"، وبتقويته. والمقصود بذلك العناصر والجهات والتشكيلات العسكرية الذين تختارهم السعودية وتضمنهم، والذين يقفون ضد "تنظيم القاعدة" والإرهابيين. وساعتها يُنظَّم هؤلاء، ويصبحون قادرين على تغيير الإتجاه الذي سارت فيه أحداث سوريا، وذلك بعدما تعمّد الأسد عسكرة ثورتها لوصمها بالإرهاب، وبعدما ساهم في انتشار الإسلاميين التكفيريين العنفيين، وفي تقاتلهم. أعود إلى تركيا لأقول إن عليها أن تعود جهة أساسية سياسياً وعسكرياً وأمنياً ضد النظام في سوريا، الأردن هو الآن كذلك رغم كل كلام مخالف. كان يجب أن يكون لبنان الثالث. لكن ليست فيه دولة، وحدوده مفتوحة ومستباحة، وربما لم تعد موجودة. وفيه مليون وربع مليون لاجئ سوري، قد يبقون فيه مدة طويلة جداً. وقد يشكّلون خطراً على التوازن الداخلي، أو يعيدونه بطريقة معاكسة لـ"التوازن" الحالي، الأمر الذي يزيد فرص التوتر والاقتتال. الحرب في سوريا ستستمر. وربما تشهد تقسيماً واقعياً. الأسد يستمر، ولاحقاً ربما "تركب" فيديرالية. لا أحد يعرف بالضبط. أين مسيحيو لبنان بين سنته وشيعته؟" سأل. أجبت: بعضهم مع الشيعة وبعضهم مع السنة. وبعضهم يسعى كي يكون بطل حماية الأقليات في الشرق العربي والإسلامي. وهذا المسعى مؤذٍ لهم، في رأيي، لأنهم بذلك يتخلون عن شراكة مع المسلمين ليصبحوا أقلية. والأقلية في هذا العالم الثالث إما تُقمع، أو تتبهدل أو تُهجّر أو تُقتل.
ماذا في جعبة مسؤول رفيع سابق في إدارة أميركية مهمة، لا يزال يمارس نشاطه العام باندفاع وفاعلية، ولا يزال دوره فاعلاً وإن غير رسمي؟
تحدث عن تركيا بداية، قال: "زرتها والتقيت رئيس وزرائها أردوغان، وهو صديق لي. تحادثنا. قال لي: يجب أن تطلقوا الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي (الإخواني) من السجن في مصر، أو بالأحرى ان تعملوا لإطلاقه. أجبته: لن يحصل ذلك. قال: يجب إيجاد طريقة لإعادة "الأخوان المسلمين" إلى الحياة السياسية في مصر. اجبت: ممكن ولكن ليس الآن. يحتاج ذلك إلى مدة طويلة وظروف موضوعية. قال: يجب أن يشاركوا في الانتخابات. لقد حظَّرتهم سلطات مصر، باعتبارهم منظمة إرهابية. قلتُ: مستحيل. هذا لن يحصل"؟
ماذا عن الخليج في رأيه؟