الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا جديد.. تواصل إخفاقات مجلس الأمن

لا جديد.. تواصل إخفاقات مجلس الأمن

26.06.2014
الوطن السعودية



الاربعاء 25/6/2014
أخفق مجلس الأمن أمس في الخروج ببيان متفق عليه لإدانة السلوكيات الإسرائيلية الوحشية وغير الإنسانية ضد الفلسطينيين خلال الأيام القليلة الماضية والتي وصلت حدّ القتل، فالمؤكد أنه لا جديد في الأمر، فبعض الدول في مجلس الأمن لم تعد تنظر إلى معاناة الشعوب بقدر ما تنظر إلى مصالحها ومصالح الدول التي ترعاها أو تحميها.
وأن تدعي إسرائيل أن تصرفاتها تلك ليست إلا من أجل البحث عن الإسرائيليين الثلاثة الذين خطفوا الأسبوع الماضي، فذلك ليس مبرراً لعدوانها الشرس على الأبرياء العزل، وبعيدا عن موضوع الخطف فإن إسرائيل تتجاهل كونها كيانا محتلا لأرض غيره، والولايات المتحدة الأميركية بدعمها غير المحدود لها تسهم من حيث تدري بدعم الاحتلال والإجرام الذي تمارسه إسرائيل، وبناء عليه لم يكن غريبا أن تصرح السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة بأن "أي لغة مباشرة تنتقد إسرائيل ستكون خطاًّ أحمر بالنسبة للأميركيين".
أما تصريح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة بعد الفشل في التوصل لاتفاق بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن، فلم يكن أكثر من ذر للرماد في العيون، فقوله "إنه ولسوء الحظ لم يتمكن المجلس من أن يصدر أمرا على أرضية مشتركة"، لن يحمي الفلسطينيين من الخطر الإسرائيلي، ولن يجعل العالم ينسى أن روسيا أحبطت قرارات كثيرة في مجلس الأمن لإنقاذ الشعب السوري من جلاديه.
من خلال جملة القرارات التي أخفق مجلس الأمن في إصدارها لحماية الشعوب من الظلم والقتل يمكن الاستنتاج بوضوح أن ذلك لم يحدث إلا نتيجة ممانعة إحدى الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، مما يعيد إلى المشهد أهمية التغيير في قواعد وأنظمة مجلس الأمن، وفي ميثاق المنظمة العامة للأمم المتحدة، فالدفاع عن الباطل بات سمة من سمات مجلس الأمن، وعجز الأمم المتحدة عن حماية الشعوب أفقدها معناها وحضورها لدى من كانوا يأملون منها خيرا لإنقاذهم مما هم فيه.
أما إن لم يتغير شيء، فالأمور سوف تستمر بالانهيار لكون شرع الغاب بات أقرب لأن يكون مطبقا على أرض الواقع، وصار كل ما يحتاجه أي نظام فاقد للشرعية أن يحظى بدعم دولة من أصحاب "الفيتو" ثم يعيث فسادا ودمارا وتنكيلا بالبشر.