الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا حل سياسياً في سوريا إلا بإنهاء النظام

لا حل سياسياً في سوريا إلا بإنهاء النظام

09.05.2013
ماجد أبو دياك

السبيل
الخميس 9/5/2013
لم يجد النظام السوري حتى الآن رادعا لممارساته القمعية بحق شعبه، بل يجد له نصيرا في الحلف الشيعي المتمثل بإيران وحزب الله الذي بات يمسك الآن بكثير من المفاصل العسكرية الاستراتيجية في البلاد، ويساعد النظام في حرب التطهير الطائفية التي يمارسها بحق شعبه.
كشفت معارك القصير ومجازر بانياس عن حقد طائفي أعمى، وعن رعب المثلث الشيعي من سيطرة الثورة السورية وتقدمها لإحكام الطوق على العلويين، ومحاولة منعهم من تشكيل دويلة طائفية في الساحل تتواصل مع حمص، ومنها مع لبنان لتأمين عوامل بقائها واستمرارها في ظل انفراط عقد الجيش المكون أساسا من السنة.
لم تعد المؤامرة الطائفية الشيعية أوضح مما هي عليه الآن بتصريحات علنية لنصر الله وقادة إيران، وتخويفهم أيضا من امتداد المعركة في سوريا للمنطقة (تهديد مبطن للأردن وتركيا). وتزامن مع ذلك سكوت ورضوخ مهين عن الغارات الإسرائيلية على دمشق،  رغم العنتريات التي أمطرتنا بها إيران وحزب الله.
وأكدت البوصلة السياسية لهذا الحلف الأسود أن معركته ليست مع «إسرائيل» التي يريد أن يأمن جانبها، وإنما مع سنة سوريا وقواها الساعية للحرية، فحزب الله يقاتل بشراسة في القصير، وإيران تزود العلويين الشيعة بالسلاح، وتساعدهم بالقيادة والتخطيط، وتشارك معهم في عمليات الإرهاب والذبح بحق السوريين العزل، وكلاهما لم يرد على العدوان الإسرائيلي!
وتوصل «إسرائيل» الرسائل للنظام السوري بأنها لا تستهدفه وإنما تريد عدم وصول الأسلحة التي يمتلكها لحزب الله، وما لم تقله «إسرائيل» هو الأهم ، ذلك بأنها وهي ترى أن أيام النظام السوري باتت معدودة، فإنها لا تريد أن يستولي الثوار على أسلحته الاستراتيجية، وعلى الأخص الكيمياوية منها، أما أن يستخدم هذه الأسلحة ضد شعبه فلا يعني «إسرائيل» ولا الغرب على الإطلاق.
من هنا نرى أن اجتماع وزيري خارجية أمريكا وروسيا في جنيف حمل رسالة مهمة، مفادها أن الحل في سوريا يجب أن يبقى بيدي الكبار، وأنه لا يسمح للثوار بقطف ثمرة جهادهم بأيديهم مع استمرار الانتصارات التي يحققونها على قوات النظام.
اتفقت روسيا وأمريكا على مؤتمر دولي لتنفيذ اتفاقية جنيف التي تدعو إلى حكومة انتقالية بدون إزاحة الأسد؛ وهو ما يعني تكريس الوضع القائم سياسيا، ومنع القوى الشعبية الأساسية من الوصول إلى هدف إنهاء النظام الذي بذل السوريون الغالي والنفيس من أجله.
لقد نصت تصريحات كيري ولافروف صراحة على تجنب خطر هيمنة الإسلاميين على سوريا ،وما يمثله ذلك من خطر على الكيان الإسرائيلي؛ الأمر الذي يعني أن أمن «إسرائيل» واستمرار تفوقها في المنطقة، كان وما يزال الضابط الأساسي للتحركات السياسية الدولية لحل الأزمة السورية.
وهذا يعني أن الحل السياسي لا يعني أبدا تخليص الشعب السوري من نظام طائفي، بقدر ما هو محاولة للتعايش معه وفق تركيبة جديدة لأطياف علمانية وغيرها وضمان أمن «إسرائيل»، أما مصلحة الشعب السوري فلا وجود لها في هذا الاتفاق.
من المشكوك فيه أن ينجح المؤتمر الدولي في حل الوضع في سوريا، ولذلك فإن الشعب السوري سيظل متمسكا بثورته، وسيرفض كل ما من شأنه المساس بمطلب الحرية التامة بمشاركة كافة أطياف المجتمع.
وعلى هذا الأساس، فإن الحل والنجاح في إنهاء النظام سيبقى بيد السوريين بدون الاعتماد على الغرب الذي يضع مصلحة «إسرائيل» فوق كل اعتبار.
ربما كان هذا الأفضل للسوريين ولمستقبلهم ليبنوا دولتهم من جديد، دونما أي منة من الغرب أنه ساعدهم في التخلص من النظام؛ ولذلك فالسوريون مطالبون بالتوحد والتنسيق ونبذ الخلافات بينهم للوصول إلى الهدف المنشود.