الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا حل للأزمة السورية إن استمر النظام

لا حل للأزمة السورية إن استمر النظام

19.05.2014
الوطن السعودية


الاحد 18/5/2014
يؤكد تصريح نائب وزير الخارجية الروسي، نهاية الأسبوع الماضي، أن "استقالة مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي يجب ألا تعطل الجهود الدبلوماسية لحل الصراع السوري"، على أن روسيا مستمرة في تجاهل جوهر المشكلة، وأنها لن تتخلى عن حمايتها للنظام السوري. فروسيا بوصفها دولة ذات عضوية دائمة في مجلس الأمن استخدمت حق النقض "الفيتو" مرارا وتكرارا؛ لتعطيل الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، وهي التي أحبطت مقترحات جامعة الدول العربية منذ بداية الثورة في مجلس الأمن، ورفضت التجاوب مع المجتمع الدولي في انحياز سافر للنظام على حساب الشعب حينها.
الإبراهيمي أصلا ما كان يجب أن يتقدم لمهمة محكوم عليها مسبقا بالفشل. ومنذ أغسطس في العام 2012 حين قبل أن يكون مبعوثا لم يتمكن من زحزحة النظام عن موقفه في القتل والتدمير والإصرار على متابعة الحرب، وعدم إبداء أي تجاوب يسهم في زرع بصيص من الأمل بانفراج قريب أو بعيد.
غير أن المبعوث الأممي لم يرضَ منذ اصطدامه بتعنت وعنجهية النظام السوري، الذي كم أساء إليه مسؤولوه بتصريحاتهم، أن يتوقف عن إكمال المهمة حتى فوجئ بإعلان بشار الأسد عن ترشحه لمنصب الرئاسة مؤخرا في مسرحية واضحة، فقطع عندها الشك باليقين بأن المهمة فاشلة؛ لأن استمرار الأسد في ولاية ثالثة يعني أن اتفاق "جنيف1" الذي يستند عليه الإبراهيمي لدعم فكرة تشكيل حكومة انتقالية صار في مهب الرياح.
آخر الشهر الجاري، تنتهي مهمة الإبراهيمي، فهل تتوقف المساعي لإيجاد حل للأزمة؟، وهل باتت المنظمة العامة للأمم المتحدة بكل ثقلها المفترض والقوى الكبرى المساندة لها عاجزة عن ردع نظام دمر بلده وحوله إلى كومة من الخراب؟ ومع التراخي الأميركي في مواجهة روسيا، إذ إنهما أهم قطبين قادرين على وضع حد لنزيف الدم السوري، وصلت الأزمة السورية إلى طريق مسدود، قد يحتاج ما يشبه المعجزة لإيجاد منفذ فيه، فلا النظام قادر على التراجع بعد أن تورط في ما تورط فيه؛ لأن تراجعه يعني أنه أخطأ، وهو لا يريد الاعتراف بذلك خشية تعرض قياداته لمحاكمات دولية، ولا المعارضة سوف تتراجع بعد كل الذي ضحت به من أجل الخلاص، ليبقى الشعب هو من يدفع الثمن، وتبقى الحقيقة الوحيدة بأن الخلاص لن يحدث إن استمر النظام السوري في الحكم، مهما أرسلت الأمم المتحدة من مبعوثين.