"لا شامكم شام.. ولا بغدادكم بغداد"
16.06.2014
فواز عزيز
الوطن السعودية
الاحد 15/6/2014
حتى لو كانت داعش ضد نوري المالكي، إلا أن وجودها في العراق يعني فترة أطول لحكم المالكي، كما هو حال بشار الأسد الذي كان لداعش دور كبير في استمراره وقوته في مواجهة الشعب السوري..!
خارطة الوطن العربي تحتاج إلى تحديث يومي، فالأحداث تتغير يومياً.. والحقائق تتكشف يومياً رغم الغموض الذي يسيطر على كثير من الأحداث.. وتبقى "الحروب" بكل أشكالها، السمة الرئيسية لخارطة الوطن العربي..!
العراق لا يبحث عن الربيع العربي ولا عن ديموقراطية؛ لأنه لن يعد يثق بها.. العراق يبحث عن "الحياة" بعد عقدٍ من الغرق في بركة "الدم" بأيد أميركية ومخططات ديموقراطية، يبحث عن "التعايش" بعد عقد من الغرق في مستنقعات الطائفية بأيدٍ عراقية ومخططات إيرانية..!
هل انتفض العراق على نوري المالكي الذي همش كل مكونات النسيج العراقي باستثناء "شيعة إيران" واستفرد بالحكم؟ ربما. هل انتصرت داعش على جيش المالكي واحتلت العراق؟ ربما. هل انهار الجيش العراقي بلا داعش؟ ربما. هل ثار الجيش مع العراقيين ضد نوري؟ ربما.
لكن الحقيقة: أن داعش موجودة في العراق ولها يد.. وأن صبر العشائر نفد من سياسات المالكي.. وأن نوري مارس الدكتاتورية بأبشع وأقسى أشكالها، حتى جعل الناس تترحم على صدام حسين..!
وللتاريخ.. الفرق بين صدام حسين ونوري المالكي أن الأول لم يرتعد أو يرتبك لحظة إعدامه رغم أن الإعدام كان بتنفيذ طائفي، بينما الثاني ارتبك وهو يخطب عن اقتحام داعش للمدن العراقية وفرار جيش العراق العظيم رغم أن إيران وأميركا تقف بصفه..!
الفرق بين صدام ونوري أن الأول كان زعيماً عربياً مهووسا بالسيطرة على كل الأقطار العربية، بينما الثاني كان موظفاً إيرانياً وكل طموحه أن يرضى عنه "الأسياد" بعد تخريبه للعراق وتفريق شعبه حسب المذاهب والطوائف..!
الفرق بين صدام ونوري ليس أن الأول سني والثاني شيعي، فلا ذاك يمثل السنة ولا هذا يمثل الشيعة، لكن الثاني استغل المذهب الديني ليحكم العراق، واستخدم كل الحيل بما فيها "التصفية" ليستمر على الكرسي..!
الفرق بين عراق صدام حسين وعراق نوري المالكي أن الأول كان عربياً رغم أنه أساء للعرب بغزو الكويت، والثاني فارسي لا يعترف بالعرب..!
(بين قوسين)
"يا نائمين على الأذى لا شامكم :: شامٌ ولا بغدادكم بغداد"