الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا ضرورة للإسراف بهذه التصريحـات

لا ضرورة للإسراف بهذه التصريحـات

25.06.2013
صالح القلاب

الرأي الاردنية
الثلاثاء 25/6/2013
لا ضرورة إطلاقاً لمواصلة الحديث ،إن بالتلميح أو بالتصريح، عن أن الأردن لا يتدخل في الأزمة السورية ،التي غدت مستفحلة وباتت تقذف بشررها نحو كل الدول المجاورة والبداية هي هذا الذي يجري في لبنان، ولا ضرورة أيضاً للإستمرار بالتأكيد على أن الأردن لن يسمح لأي جهة كانت بإستخدام الأراضي الأردنية كمنطلق لأي عمل عسكري ضد سوريا.
ثم وأنَّ الأسوأ من هذا هو أن نبقى نرفع شعار :»النأي بالنفس» وإتخاذ موقف «محايد» إزاء ما يجري في هذه الدولة الشقيقة المجاورة وكل هذا وكأنَّ الأزمة السورية ،التي إستطالت أكثر من اللزوم، لم تقذف في إتجاه الأردن بكل هذه الأعداد المتزايدة من الأشقاء السوريين الذين لم يُجبرهم على كل هذا المُرّ إلا الذي أمرَّ منه.
لقد رفع لبنان منذ بداية إشتعال هذه الأزمة التي قد حولت سوريا إلى أكوام من الحجارة وإلى ساحات من المقابر الجماعية، بسبب دموية نظام بشار الأسد، شعار :»النأي بالنفس» وإتخاذ موقف «الحياد» لكن هذا لم يجنبه ما كان هذا النظام قد هدد به مراراً وهو تصدير حرائق بلده إلى الدول المجاورة إذْ بعد إرسال حسن نصر الله «ميليشيات» حزبه بدوافع مذهبية ،لا يستطيع أيٌّ كان إنكارها، للقتال إلى جانب القوات السورية النظامية بدأت الأجواء اللبنانية تتهيأ لهذه المواجهات الطائفية التي من الواضح أنها ستعيد هذا البلد إلى حربٍ أهلية جديدة ستكون أشد أهوالاً من الحرب الأهلية الأخيرة.
ثم وها هو العراق الذي أعلن رئيس وزرائه «الحياد» تجاه ما يجري في سوريا والذي رفع شعار :»النأي بالنفس» قد دخل الإقتتال الطائفي ،الذي بقي جَمْرُهُ يعسعس تحت الرماد منذ أعوام عدة سابقة، من أعرض وأوسع الأبواب وهنا فإنه لابد من الإشارة إلى أنَّ من نِعمِ الله على بلدنا ،المملكة الأردنية الهاشمية، أنه لا يعاني من أي إشكالات لا عرقية ولا مذهبية ولا طائفية وأنَّ من عادة شعبه أن يزداد تماسكاً إزاء كل الملمات وإزاء كل أوضاع إستثنائية كان قد تعرض لها وأكثر من مرة خلال تاريخ يمتد لأكثر من تسعين عاماً.
ولهذا فإنه علينا في هذا البلد «المملكة الأردنية الهاشمية» ألاَّ نسرف في الحديث عن «النأي بالنفس» وعن «الحياد» وأيضاً عن منع أي جهة من استخدام أجوائنا أو أرضنا في أي عمل عسكري ضد هذا النظام السوري الملطخة يداه بدماء السوريين الذين هم أقرب الأشقاء إلينا فالمعروف أن هناك تغيُّراً في الموقف الدولي إزاء كل هذا الذي يجري في سوريا والمعروف أننا جزءٌ من المجموعة التي اجتمع وزراء خارجيتها في الدوحة قبل أيام قليلة والتي إتخذت قرارات علنية وسرية على جانب كبير من الخطورة.
إنه علينا عندما تكون حالنا كحال من يجلس قرب فوهة بركانٍ ثائر وعندما تتحول سوريا ،بسبب ليس الأخطاء فقط بل والجرائم التي إرتكبها هذا النظام، إلى صراع دولي وإقليمي أنْ لا نسرف كثيراً في هذه التصريحات «الإعتذارية»! التي دأب الناطقون وغير الناطقين على إطلاقها إذْ عندما تصبح الأجواء مُلبدة فوق هذه المنطقة كلها ومنها بلدنا ،المملكة الأردنية الهاشمية، فإنه علينا أن نتوقع وفي أي لحظة عواصف هائلة إنْ هي هبَّت بالفعل!