الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا ضمان للاستقرار بعد تغيير قواعد اللعبة

لا ضمان للاستقرار بعد تغيير قواعد اللعبة

04.06.2013
روزانا بومنصف

النهار
الثلاثاء 4/6/2013
تلتقي الآراء السياسية على ان الاستقرار في لبنان بات يواجه هشاشة اكبر في الاسابيع الاخيرة خصوصا بعد تدخل "حزب الله" علنا في القتال الى جانب النظام في سوريا. اذ ان الهاجس بات متعاظما بعد امتداد المعارك الى داخل لبنان على ما باتت تشهده المناطق في الهرمل وجوارها في الآونة الاخيرة وردود الفعل على الموقف الاخير للامين العام للحزب السيد نصرالله لجهة التهديدات بردود ستحصل في لبنان. وتقر بعض المصادر بانحسار نسبة التفاؤل لديها بالغطاء الاقليمي الدولي لتحييد لبنان. ويشكل تطور هذا الواقع ضغطا ومسؤولية على الحزب نتيجة لاستدراجه الحرب الى الداخل اللبناني ولو انه اعلن رغبته في ابقائها في سوريا. كما تشكل المواقف السياسية كتلك التي لوحت بها دول مجلس التعاون الخليجي ضغطا كبيرا ويمكن ان تثير مخاوف بالنسبة الى اللبنانيين خصوصا من يتعاطف منهم مع الحزب مماثلة للمخاوف التي تزايدت مع سقوط الصواريخ على محيط الضاحية الجنوبية قبل اسبوعين. الا ان واقع الامور ان المخاوف الكبرى في ضوء هذه التطورات تتوزع على الاقل في اتجاهين :
الاول ان القرار الاقليمي والدولي بتحييد لبنان عن الحرب الجارية في سوريا والذي ساد في العامين الاخيرين من عمر الازمة وحاول الامين العام للحزب تمديد فاعليته على رغم اعلانه مشاركة الحزب في الحرب في سوريا قد لا يكون ممكنا حمايته بعد الان. اذ ان ردود بعض التنظيمات السورية التي تحارب النظام السوري على تدخل الحزب في سوريا قد لا ينطبق عليها القرار الدولي والاقليمي او لا يكون ايا من هذه التنظيمات المعارضة ملزما به. وفي ضوء التطورات الاخيرة، وفي حال لم يخرج الحزب من حربه الى جانب النظام من القصير في وقت قريب، اللهم اذا كان هذا قراره اي القيام بحرب سريعة ثم الانسحاب قبل الغرق في الوحول السورية، وعجز عن ذلك فطالت هذه الحرب ثم وسع الحزب من نطاق مشاركته في اتجاه مدن سورية اخرى، يصعب عدم الخوف من ان تزيد التعقيدات الداخلية على اكثر من مستوى بعضها يتصل برد فعل الثوار السوريين والبعض الآخر يتصل بتصعيد المشاعر المذهبية بين اللبنانيين ايضا. فقواعد اللعبة تسري وفق شروط معينة حتى اذا ما تغيرت هذه القواعد فانها تستدرج تغييرات اخرى على ما هي الحال بالنسبة الى الخطر الذي بات يستشعره كثر على الاستقرار اللبناني واحتمال انهيار فاعلية قرار تحييد لبنان.
اما الاتجاه الثاني فيتعلق بالحدود مع اسرائيل التي على رغم هدوئها الشامل الذي يبدو واضحا الحرص عليه بقوة، فان مشاركة الحزب في الحرب السورية تجعله على الارجح موضع مراقبة من اسرائيل التي قد لا يكون خافيا ارتياحها لتورط هذا الاخير خصوصا في ضوء العدد الكبير من القتلى له في القصير حتى الان. والخشية في هذا الاطار ان لا ضمان محتملا لعدم استفادة اسرائيل من الوضع المستجد الذي يمكن ان يساهم في انهاك الحزب في حال اطالة امد وجوده في سوريا. وتاليا من غير المستبعد تحين اسرائيل الوقت المناسب من اجل توجيه ضربة عسكرية للحزب وتاليا للبنان بعد هذا الانهاك. كما لا ضمان ايضا بان الهدوء الاسرائيلي قد يكون طويل الامد في ظل عناوين يرفعها المسؤولون الاسرائيليون او مخاوف يثيرونها من سيطرة الحزب على اسلحة متطورة او على السلاح الكيماوي.