الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا مفاوضات ناجحة ما دامت موسكو تدعم "الأسد"

لا مفاوضات ناجحة ما دامت موسكو تدعم "الأسد"

03.04.2014
الوطن السعودية


الاربعاء 2/4/2014
تدرك المعارضة السورية أن الموقف الروسي الداعم لنظام الأسد هو العقبة الكبرى التي تحول دون الدعم الدولي المباشر، سواء أكان هذا الدعم سياسيا، أم عسكريا، ولذا جاء ربط المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي، لمشاركتهم في "جنيف 3"  التي قد تكون وقد لا تكون  بوجود تغيير واضح في الموقف الروسي، ربطا منطقيا؛ ذلك أن استقواء النظام، وتعنته في الجولتين السابقتين من المفاوضات، لم يكن إلا بسبب إدراكه لوجود دعم روسي يجعله في موقف القوي.
"الائتلاف" يشترط على لسان المتحدث باسمه، "وجود موقف مسبق صريح وواضح من قبل الجانب الروسي في هذا الخصوص"؛ لأنه يعي أن حلحلة تعنت المفاوضين من أتباع نظام الأسد، مربوطة بتغير محسوس في الموقف الروسي، وهو ما لا تبدو له في الأفق أية بادرة، ودليل ذلك إعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن نظيره الأميركي جون كيري أبلغه أن أميركا ترفض تزويد المجموعات المسلحة في سورية بصواريخ مضادة للطيران، وكأنه يزف بذلك البشرى إلى النظام السوري؛ ذلك أن الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات هي أهم سلاح يسعى مسلحو الجيش الحر إلى الحصول عليه ليدحروا به الهجمات الجوية التي تعد المرجح الرئيس لكفة قوات النظام التي باتت تكتفي بها لتمهد الطريق أمام الميليشيات الداعمة لها.
المعارضة السورية لا تريد من روسيا سوى الضغط على النظام السوري من أجل الدخول الجاد إلى الحل السياسي، ورفع الحماية التي تمارسها موسكو من خلال مجلس الأمن، بيد أن هاتين الأمنيتين بعيدتان في ظل الإصرار الروسي على بقاء نظام الأسد، وبناء أي مفاوضات محتملة على هذا الأساس الذي لن تقبل به المعارضة؛ لأنه يتنافى مع الهدف الرئيس من الثورة السورية، ويجعل الدماء المراقة كلها تذهب هباء، بمعنى أن بقاء الأسد لن يكون حلا بأي صورة، فالتضحيات التي قدمها السوريون كانت من أجل زوال النظام، وأي تفاوض يقوم على جعل بقائه خطا عريضا، غير مقبول، بل إن فرضية القبول به من أقطاب المعارضة السياسية غير منطقية، لأن المقاتلين على الأرض لن يرتضوه.