الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا مجال لبقاء النظام السوري مهما ناور الروس

لا مجال لبقاء النظام السوري مهما ناور الروس

16.08.2015
الوطن السعودية



السبت 15/8/2015
لن يسهم الإصرار الروسي على بقاء بشار الأسد على رأس الحكم في سورية إلا في تمديد عمر الأزمة إلى أجل غير مسمى، وهذا ما يدركه الجميع ويرفض الروس الاعتراف به، ورحيل الأسد سواء بشكل مباشر أو بشكل مرحلي متسارع كان ومازال مسألة حتمية لإنهاء الأزمة، لذلك يأتي منطقيا رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أول من أمس في موسكو الاقتراح الروسي بتشكيل ائتلاف جديد ضد المتطرفين يضم الجيش السوري.. لأن الفكرة تحتوي ضمنيا على بقاء النظام الحالي بهيكلته التي دمر بها البلد مع ترميمه بأعضاء من أطراف أخرى، سوف تحسب لاحقا كجزء من القوى التي شاركت في الخراب.
مواجهة التنظيمات الإرهابية باتت مسؤولية عالمية، فالنظام السوري الذي يتوسل اليوم لدخوله مع التحالف الدولي للحرب ضد الإرهاب هو الذي سهل للإرهابيين ومهد لهم الطرق وتخلى عن المدن كي يصنعوا معاقل لهم فيها، كما في حالة مدينة الرقة التي لم يدافع عنها النظام وغادرها لتتكالب عليها التنظيمات نهبا وسلبا ثم تركتها لقمة سائغة لتنظيم "داعش".. وأمطر النظام أهلها بالبراميل المتفجرة والقذائف والصواريخ ليقعوا بلا حول ولا قوة بين جور "داعش" وقصف النظام، ما يؤكد أن مثل هذا النظام غير مؤهل لأن يصبح فاعلا في الحرب ضد الإرهاب لأنه يمارس الإرهاب ضد شعبه.
لذلك فإن المحاولات الروسية ومثلها الإيرانية لطرح حل للأزمة ستبقى محاولات فاشلة إن لم تتضمن خروجا للأسد من رأس السلطة، ولعل ما أسفر عنه مؤتمر "جنيف1" كان خيارا ممكنا لو أجيد التعامل معه وتطبيقه، وبالتالي اختصار زمن الأزمة والعمل على إنهائها وإيقاف معاناة المواطنين السوريين الذين اضطرت الظروف كثيرا منهم للهجرة إلى أوروبا وغيرها بمساعدة المهربين بوسائل بدائية عبر البحر أو مشيا عبر الغابات، متعرضين خلال مراحل هروبهم لمخاطر أودت بحياة الآلاف منهم.
موقف المملكة واضح وصريح، وهو ما أعلنه وزير الخارجية عادل الجبير في موسكو قبل أيام، ولا منفذ للبدء بأي حل من غير رحيل الأسد، ومهما ناورت روسيا وإيران للتمسك بالأسد، فإرادة الشعب السوري ستكون أقوى، والوقوف إلى جانب تلك الإرادة هو التصرف الصحيح وما عداه خطأ لن يغفره التاريخ.