الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا معنى لأي ضرية عسكرية مالم يتم إسقاط النظام السوري!

لا معنى لأي ضرية عسكرية مالم يتم إسقاط النظام السوري!

05.09.2013
داود البصري


الشرق القطرية
الاربعاء 4-9-2013
إذا كانت ضربة الغوطة الكيمياوية في 21 أغسطس قد غيرت من منحنيات مواقف القوى الدولية الفاعلة خصوصا الولايات المتحدة وأجبرتها على التخلي عن ترددها القاتل في معاقبة النظام السوري ولجمه عند حدوده والتفكير في تقليم أظافره الإرهابية، فإنها قد دخلت التاريخ في وحشيتها وهمجيتها وفي كون دمشق هي العاصمة العربية الأولى التي ضربت بالسلاح الكيمياوي ومن أطراف التحالف المافيوزي الشرير الذي يضم نظام البعث الأسدي السوري وعصابة مافيا بوتن الروسية ونظام الولي الفقيه وبقية غلمانه ونفاياته الطائفية في العراق ولبنان خصوصا بقيادة الشبيح الإيراني الأكبر حسن نصر الله، لقد أبانت تلك المجزرة البشرية الشنيعة عن كل المواقف وأزاحت الستار تماما ونهائيا عن جميع الوجوه الكالحة الحاقدة على الشعب السوري العظيم الذي تقاتل طلائعه الشبابية بشجاعة تاريخية منذ مايقارب الأعوام الثلاث غير آبهة بقوة النظام وترسانته الحربية المعدة لأكاذيب (الصمود والتصدي) ومتحدية لآلة الحرب العدوانية الإيرانية الحرسية ولكل قوى البغي والعدوان رافعة شعارها الخالد (مالنا غيرك يا الله) في ملحمة جهادية قل أن تتكرر على المستوى الإنساني المحض... لقد كان للتغيير التعبوي والسوقي الكبير للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيون وعلى رأسهم فرنسا دور فاعل في تغيير كل عناصر المشهد المتفجر، والرغبة المعلنة للولايات المتحدة بضرب الآلة العدوانية للنظام السوري والذي جاء بعد تردد طويل وغير مقبول ولا منتظر من دولة عظمى تعلن مرارا وتكرارا عن ضرورة محاصرة الطغاة، لا ينبغي بالتالي أن تكون ضربة محدودة كما أكد الرئيس أوباما أكثر من مرة وبتركيز شديد؟ فماذا تعني الضربة المحدودة؟ إنها باختصار تعني تخريب سوريا وضرب منشآتها الحيوية وتعطيل الحياة وإطالة أمد عذاب السوريين ومعاناتهم وتعميق جروحهم وترك النظام السوري يعوي بانتصارات وهمية في وسائل إعلامه وحلفائه الذين سيعمدون لمزيد من الانتقام من الشعب السوري؟ الضربة التي لا تسقط نظام بشار ستقويه وتحميه وتحوله لبطل من أبطال الصمود رغم أنه فأر فاشي متواري في الأقبية والسراديب كحليفه الإيراني حسن نصر الله؟ لقد كانت تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أكثر رصانة وواقعية ومسؤولية وهو يعرب علنا عن ضرورة إكمال المهمة والشروع الفوري في العمل على إسقاط النظام السوري وتحرير الإرادة الشعبية السورية من قبضة الجلادين وتقديم النظام بكل رموزه لمحاكمة شعبية سورية لأخذ القصاص منه!، أما استعراض صواريخ كروز وتهديم المدن السورية وقتل الشعب السوري وتحطيم كل المقومات العسكرية للجيش السوري وتكرار صورة الدمار العراقية الشاملة فهي جريمة دولية سيكون بشار أسد أسعد الناس بها وأشدهم ترحيبا بحدوثها؟ لأنه سيغتنم الفرصة للتأكيد على ما يسميه نظامه بالعدوان الكوني ضد صموده الأسطوري!! أي ضربة ناقصة وغير واضحة الأهداف ولا تشمل إسقاط النظام هي ضربة فاشلة وسقيمة عقيمة عجفاء، لقد سبق لنظام البعث السوري أن استثمر هزيمة 5 يونيو وضياع الجولان على يد وزير الدفاع آنذاك حافظ أسد واعتبرها انتصارا تاريخيا بسبب ما أدعاه النظام وقتذاك بأنه لم يسقط في تلك الحرب وذلك انتصار كبير!! واستمرت تلك الكذبة التافهة لعقود طويلة يتاجر بها وبفضائحيتها، واليوم وبعد أن تجاوزت الخسائر البشرية السورية كل الحسابات ودخلت في عمق الكارثة يبدو واضحا بإن إسقاط النظام السوري وإزالته من مسرح الأحداث وتحويله لمزبلة التاريخ باتت مهمة أكثر من مقدسة لتحقيق العدالة ولإرسال الرسائل الواضحة لمن يهمهم الأمر من بقايا الإرهاب، أما تدمير دمشق والحواضر السورية وإعادة الحياة لمرحلة ما قبل الحضارة كما حصل في العراق فهو جريمة يقترفها المجتمع الدولي وبشكل يفوق كل جرائم النظام السوري البشعة، نعم لإسقاط النظام وتدميره وإزالته من جذوره، ولا لأي ضربة عسكرية ناقصة واستعراضية لا تقدم حلولا حقيقية لإنهاء الوضع السوري الشاذ، رؤية رئيس الوزراء التركي هي الأصح والأجدر بالمتابعة وبضرورة الأخذ بها لأنها تعبير عن واقع ينبغي أن يسود، لا مجال بعد اليوم لأي تسويق أو تعويم جديد لنظام الجريمة الإرهابي السوري، وضربة الكيمياوي ينبغي أن يدفع النظام ثمنها غاليا وبأيدي السوريين الأحرار ومحاكمات دمشق القادمة ستكون تاريخية في دلالاتها وتاريخيتها، على المجتمع الدولي وقواه الحرة حسم الحالة السورية وتوجيه إنذار نهائي لبشار وعصابته بالتنحي الفوري، أما ضرب الناس وتدمير المرافق والبنايات فتلك جريمة حمقاء وبائسة من الأفضل التخلي عنها إن كانت لا تشمل إنهاء الطغاة وسوقهم لعدالة الشعب السوري الحر.. لا معنى لأي عملية جراحية لا تتضمن استئصال الورم الخبيث وتنظيف الشام الحرة من أدرانه ومن نفايات حلفائه الطائفيين والإرهابيين... الحرية للشام... والموت الزؤام لكل مجرم حقود، وعلى الباغي ستدور كل الدوائر...