الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا.. وألف لا لتدخل روسيا في شؤوننا

لا.. وألف لا لتدخل روسيا في شؤوننا

06.06.2013
صالح القلاب

الرأي الاردنية
الخميس 6-6-2013
وصلت العنجهية والتدخل في شؤون الغير بـ»إمبرطورية» فلاديمير بوتين إلى حد الإعتراض على تزويد الأردن بأسلحة أميركية من بينها صواريخ «باتريوت» وطائرات إف16 والحجة الواهية وغير المقبولة هي :لأن سوريا تعيش كل هذه الإضطرابات ولأن المنطقة ملتهبة فإنه لا يجوز تزويد الدول المجاورة بمثل هذه الأسلحة!!
وبداية فإنه لابد من أن نسأل بوتين أولاً :بأي صفة يحشر أنفه وأنف روسيا في قضية لا تعنيه ولا تعني دولته ولا بأي شكل من الأشكال؟ وثانياً :لماذا يواصل هو مدَّ نظام بشار الأسد ويقف إلى جانبه بكل هذا السفور والتحدي في حربه المدمرة ضد الشعب السوري؟ وثالثاً :ألا يعلم أن الأردن دولة مستقلة ولا يمكن أن تقبل على الإطلاق أن يتدخل لا في شؤونها الداخلية ولا في علاقاتها الدولية؟ ورابعاً :إن عليه ،أي بوتين، أن يعرف أنه عندما يسمح لنفسه ،بحجة أنه «إمبراطور» الدولة الأعظم في العالم، بعد كل هذا الإعياء الذي أصاب الولايات المتحدة في عهد باراك أوباما، بالتدخل في شؤون دولة مستقلة فإنه يدفع الآخرين دفعاً للتدخل في علاقاته بالجمهوريات الإسلامية وكذلك علاقات الشيشان والداغستان وكل مناطق القوقاز بروسيا الإتحادية.
ليس من حق فلاديمير بوتين أنْ ينصِّب نفسه وصياً على هذه المنطقة العربية وأن يتحدث بما «يجوز» وبما لا «يجوز» عن علاقات أي دولة من دولها بأي دولة في العالم ولعلمه ،إذا كان لا يعرف هذا، فإنَّ الأردنيين قد إعتبروا إعتراضه على تزويد بلدهم ،المملكة الأردنية الهاشمية، بالأسلحة التي تريدها مسّاً بكرامتهم وتعدياً سافراً على سيادتهم وهم لا يمكن أن يقبلوا به حتى من صديق هذا إذا كان يعتبر نفسه صديقاً لهذا البلد.
لقد بات واضحاً ومعروفاً أن روسيا هي المسؤولة عن إستمرار هذه الحرب المدمرة في دولة عربية هي سوريا وأنها تتحمل تاريخياً إزهاق أرواح أكثر من مائة ألف سوري كما أنها تتحمل وتاريخياً أيضاً كل هذا الدمار المرعب الذي حلَّ بهذا البلد فالأسلحة التي مزقت أجساد هؤلاء هي أسلحة روسية وموسكو هي التي منعت مجلس الأمن الدولي من القيام بواجبه تجاه هذه المأساة الإنسانية ثم وإنَّ الروس هم المسؤولون عن كل هذه البشاعات التي يرتكبها حزب الله وترتكبها إيران ضد السوريين وخاصة المسلمين السنة منهم.
على مدى عامين وروسيا مستمرة ،بسياساتها وبأسلحتها وبألاعيبها وبدوافعها التي تثير أسئلة كثيرة والتي لم تعد خافية على أحد، بتدمير دولة عربية رئيسية وذبح شعبها حتى بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ثم وفوق هذا فإنها لم تتردد في الإعتراض على دولة ذات سيادة هي المملكة الأردنية الهاشمية في أنْ تُسلِّح جيشها بالأسلحة التي تمكنها من الدفاع عن نفسها وشعبها ضد أي إستهداف إقليمي أو دولي ربما بأسلحة روسية.
ولذلك وبما أن روسيا قد وضعت نفسها في موقع العدو المبين للعرب وللمسلمين وبما أنها المسؤولة عن كل هذه الدماء التي سالت في سوريا العربية والمسلمة أيضاً فإنه لم يعد أمام العرب إلاَّ أن يبادروا إلى أقل ما يمكن أن يردوا به على تمادي بوتين في تحديهم وهو قطع العلاقات الدبلوماسية معه ومع بلده وكذلك فإنه ربما لم يعد أمام المسلمين وعلى أساس :»العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص» إلاَّ أن يساندوا إخوتهم في الجمهوريات الإسلامية وأيضاً أن يساندوا الداغستان والشيشان ومسلمي المنطقة القوقازية ضد الإضطهاد الروسي لهم.