الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لبنان ضحية تصفية الحسابات

لبنان ضحية تصفية الحسابات

04.01.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
الجمعة 2/1/2014
لم تشأ آلة العنف أن تدع انطلاقة العام الجديد تمر على اللبنانيين بسلام، فباغتت المدنيين المسالمين بتفجير استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد ظهر أمس أسقط أكثر من 70 ما بين قتيل وجريح.
ولا يمكن فصل هذا التفجير عما يشهده لبنان من توترات على خلفية الأزمة السورية كان آخرها العملية التي حدثت في الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل الوزير السابق محمد شطح، بعد أن قرر الضالعون في الاغتيالات الخوض في مستنقع الدم، وعدم التمسك بنهج لبنان الذي قرره منذ بداية الازمة للنأي بالنفس عن مأساة الشعب السوري، وعدم التدخل سلباً أو إيجاباً في الأزمة.
لقد وقع لبنان في براثن الإرهاب والعنف بسبق إصرار من جانب حزب الله وتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات، وأصبحت الأرض اللبنانية مستباحة لجهات متطرفة، تستوجب الحاجة الى تعزيز ودعم المؤسسات الأمنية وإطلاق يد الدولة لتحمي لبنان.. إن الشعب اللبناني البريء هو من يدفع الثمن على مواقف إقليمية وحسابات طائفية فرضها النظام السوري ليحمي نفسه من السقوط، وأقحم حزب الله فيها نفسه ليخسر ما كسبه من شعبية عربية جارفة، وصبت جماعات متطرفة الزيت على النار ليحترق لبنان.
الانفجار الذي استهدف الضاحية الجنوبية يقع في هذه الخانة، حيث يدفع اللبنانيون الضريبة تلو الضريبة من دمائهم وأرواحهم وممتلكاتهم جراء أعمال إجرامية.
إنها صرخة ممزوجة بالدماء تناشد المسؤولين والأطراف اللبنانية أن يعيدوا لبنان للبنانيين، وأن ينأَوا به عن الصراعات الإقليمية ويوقفوا التورط في الحروب الإقليمية والزج بلنان في صراعات لا تخدم المصلحة الوطنية ويعودوا بلبنان إلى الاستقرار قبل أن ينجرف مرة أخرى الى حرب أهلية، تدمر الأخضر واليابس.
إن الدفاع عن مصلحة اللبنانيين ليست في تفجير هنا اليوم وتفجير هناك غداً، ولكنه يكمن في حماية الوحدة الوطنية والتسليم بدور الدولة ومؤسساتها في رسم السياسة الخارجية للبنان، فالتفجيرات المتتالية لن تشكل ردعاً لطرف من الأطراف في هذا البلد العربي الشقيق.