الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لبنان.. قطار بعدة اتجاهات!!

لبنان.. قطار بعدة اتجاهات!!

10.07.2013
يوسف الكويليت

يوسف الكويليت
الرياض
الاربعاء 10/7/2013
    تفجيرات الضاحية الجنوبية في بيروت سوف تشير أصابعها للعديد من الجهات، وأغلبها على خلاف أو عداء مع حزب الله الذي دخل معارك تفوق قدراته المادية والعسكرية، لولا أن الروافد الكبيرة تأتي من إيران، وكانت من سورية في جعله رأس الحربة في أي أزمة..
لبنان مفتوح على المفاجآت فما حصل يمكن أن تكون إسرائيل ضالعة فيه لأنها تدرك أن الاحتقان القائم بين سنته وشيعته قابل للاحتراب في أي لحظة، وهذا يوفر لها غطاءً كبيراً بأن يتحول حزب الله خصماً للمكوّن اللبناني ما يجعله يستنزف قوته ما بين الداخل وسورية، وهي فائدة مزدوجة لها طالما «الفخار يكسر بعضه» لكن هناك عناصر قد تكون السبب، وهي لا تقل صداماً معه دينياً، وأمنياً..
فمجريات المعارك السورية التي تورط في دخولها حزب الله، تجبر أي فصيل يحارب السلطة أن يقوم بهذا الفعل انتقاماً منه لدخوله معركة طائفية التقت عندها مصالح إيران مع علويي سورية وحزب الله، ثم إن سنة لبنان والذين كانوا في تعاطيهم مع أي مواقف ساخنة يستخدمون دبلوماسية الهروب من الأحداث أو خلق توافق مع جميع الأطراف، ونتيجة تهميش مناطقهم أسوة بما كانت عليه مناطق الشيعة من فقر وانعدام لأي بنية أساسية أو تحسين لظروفهم، بدأت فئات تجد أن الأمور تغيرت وأن المكاسب في لبنان لا تتحقق إلاّ بقوة النفوذ العسكري، وخاصة بعد تجربة حزب الله لتأتي القضية السورية أحد عوامل التحدي، وخاصة بعد المناوشات مع علويي لبنان، ثم دخول شيعته طرفاً في خلق واقع جديد يضعف موقع السنّة من أي نفوذ لهم حتى داخل مناطقهم..
الجيش اللبناني يريد أن يكون بعيداً عن مواقع لعبة الطائفة وإن كان متوغلا فيها نتيجة تكوينه، والدليل أن الضاحية الجنوبية تقع تحت حراسة حزب الله، وكل مجريات الأحداث لا يتدخل فيها الجيش ولا القوات الأمنية، غير أن التفجير سوف يطرح بعداً جديداً في الصراع، أي أنه لا توجد مناطق محصنة أمام مواجهات اختلطت فيها أزمات الداخل مع مطامع النفوذ الإيراني، ولعل ما يخيف تلك الأطراف أن يصبح سنّة سورية رافداً ومؤسساً لحزام جديد يبدأ من العراق مرورا بها ثم لبنان كبديل لما كان تخطط له إيران وسورية بالهلال الشيعي..
حتى الآن لا يوجد متهم واضح في التفجير، وكل الأمور مطروحة للتساؤلات والاحتمالات الأسوأ، لكن ماذا لو تمت تفجيرات أخرى في مناطق مسيحية مارونية ومواقع للدروز لخلط الأوراق وتفجير كل لبنان؟
هذا الهدف تلتقي عليه إسرائيل لمبررات تراها تخدم أمنها وتعيد سيرة حرب أهلية طردت من خلالها القيادات الفلسطينية، وأضعفت جبهتهم التي ظلت صداعاً لأمنها، والهدف الآخر ينبع من تصاعد إيقاع الحرب في سورية، لأن النظام، كما يريد تفريغ سورية من سنتها ومكوناتها الأخرى لأهداف استراتيجية للطائفة العلوية، يرى في إضعاف الفئات الأخرى لصالح حزب الله جزءاً من مخطط ترسمه حاجة اليوم والمستقبل البعيد، وبصرف النظر عن هشاشة الأوضاع اللبنانية فهناك احتمال آخر أن الجميع ضد سورية ونظامها، وهذا يؤهل الفئات المتصارعة في الداخل اللبناني لو شعرت بالخطر لأنْ تتجاوز تنافرها في تحالف الضرورة لخلق جبهة ضد سورية وحليفها حزب الله، وهذا يجعل الحسابات السورية كما إيران تضع لبنان على خط النار، وأنه في حال حياده قد يفيد مؤقتاً، وفي تفجيره يؤسس لحلم سوري قديم بالالتفاف عليه وإلحاقه بالدولة الأم، وهي محيط من الأفكار والآمال لكنها تظل في حساب المفاجآت قطاراً باتجاهين..