الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لبنان وتداعيات الوضع السوري

لبنان وتداعيات الوضع السوري

23.06.2013
رأي البيان

البيان
الاحد 23/6/2013
لم يبالغ قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، عندما حذر من أن لبنان مهدد في وحدته للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأهلية الثانية قبل 24 عاماً، فالمخاطر الكبرى باتت تهدد لبنان بعد أكثر من عامين من بقائها ناراً تحت الرماد، وفي وقت متزامن نسبياً باتت الأحداث الأمنية تسير في ثلاثة خطوط متوازية، في شمال وشرق لبنان، وبيروت، وصيدا في الجنوب. بعض الأحداث تكون اشتباكات مسلحة أو كمائن أو قطع طرق، لكن يجمعها قاسم مشترك: سبب كل ذلك يعود إلى تداعيات الوضع السوري على لبنان.
مبدأ «النأي بالنفس» عن الأحداث في سوريا انهار مع التدخل العلني لحزب الله في المعارك إلى جانب قوات النظام في العديد من الجبهات العسكرية، وجاءت خطابات الحزب مفتقرة إلى مسؤولية السلم الأهلي اللبناني، بل تتحدى الداخل والخارج معاً، وهو ما كان له دور في إيقاظ عصبيات مقابلة له، كانت حتى وقت قريب ملتزمة بإبقاء أي صراع لبناني في حده الأدنى.
ويبدو أن «النأي بالنفس» الذي تعرض لانتقادات كثيرة طيلة عامين، هو الصيغة الأنسب لبلد مثل تركيبة لبنان، ورغم هشاشته إلا أنه حفظ لبنان من قنابل الحرب في سوريا، واقتصرت إصاباته على بعض الشظايا الأمنية. اليوم، لبنان مهدد بأن يكون ساحة مفتوحة لمواجهات مسلّحة قد تهدد صيغة الدولة القائمة حالياً، والتي جاءت بعد 15 عاماً من الحرب الأهلية.
لكن هناك أسباب خارجية أيضاً أدت إلى ما يشهده البلد حالياً من انفلات قابل ليكون أكثر سوءاً، وهي الحسابات الخاطئة لأقطاب المجتمع الدولي باتخاذ موقف متردد وبطيء لحل الأزمة في سوريا، بل إن بعض المسؤولين الدوليين لم يترددوا في التصريح بأنهم في انتظار أن يشعر الطرفان بالإنهاك لكي يكون الحل ممكناً، وكأن سوريا بلد معزول وليس محاطاً بأربع دول متصلة اجتماعياً وتاريخياً مع بعضها. آثار التلكؤ الدولي للحل في سوريا بدأت تظهر بخطورة في لبنان، وقد تكون دول أخرى هي التالية، طالما أن اعتماد الإيقاع البطيء في التحرك هو السائد بالنسبة لسوريا.