الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لحظة الاختبار لحسن نصر الله

لحظة الاختبار لحسن نصر الله

21.01.2015
ايال زيسر


القدس العربي
صحف عبرية
ايال زيسر
اسرائيل اليوم 19/1/2015
الثلاثاء 20-1-2015
قبل تسع سنوات اخطأ حسن نصر الله في وجهة نظره عندما افترض بشكل خاطيء أن اسرائيل لن ترد على اختطاف جنودها وجلب الكارثة لنا ولمؤيدي حزبه ولجمهوره الشيعي في لبنان. وهي كارثة حرب لبنان الثانية. لقد استخلص حسن نصر الله الاستنتاج المطلوب قبل سبع سنوات بعد أن بلغته أنباء مقتل الشخص الذي كان على يمينه دائما، عماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله، الذي اغتيل على يد مجهولين في دمشق، فقرر ضبط النفس. واليوم يجد نصر الله نفسه مرة اخرى أمام مأزق متكرر، فهل سيرد على مقتل رجاله في هضبة الجولان، الرد الذي قد يُشعل الحرب على الحدود الاسرائيلية اللبنانية، أو أن يتجاوز هذا الحدث ويلمح لاسرائيل أنه يمكنها الاستمرار في ضربه دون الخوف من أي رد من جانبه.
إن الاجابة على هذا المأزق قد قدمها نصر الله طوال السنة الماضية، ففي حادثتين على الأقل في 2014 تحمل المسؤولية عن عبوات ناسفة تفجرت في دوريات الجيش الاسرائيلي على الحدود في مزارع شبعا على الحدود السورية الاسرائيلية اللبنانية. كان ذلك ردا على تفجير مخزن للتنظيم في لبنان، ومرة اخرى رد على موت أحد نشطاء التنظيم بواسطة عبوة وضعتها اسرائيل في الاراضي اللبنانية.
لا حاجة إلى الانتظار للاعلان من بيروت أن حزب الله لا يستطيع في هذه المرة استيعاب هذه الضربة بدون رد. والسؤال هو متى وبأي طريقة، وهل هو بصورة حذرة على شكل عبوات على طول الحدود – بهدف نقل رسالة مؤلمة لاسرائيل مفادها أنه بالنسبة لحزب الله فإن اسرائيل تجاوزت خطا أحمر، ولكن حتى الآن ليس للمنظمة أي مصلحة في اشعال حريق اقليمي. وفي هذه المرة فان قوة الضربة تكمن في تصفية جهاد مغنية ومرافقيه، الامر الذي يعني أن الرد الصعب الذي قد يحدث سيؤدي إلى مواجهة واسعة، ودائما توجد احتمالات بعيدة للرد مثلما حدث في 1992 بعد تصفية القائد عباس موسوي على يد اسرائيل. حيث انتظر حزب الله مدة شهر، وفي النهاية فجر بمساعدة حلفائه الايرانيين بناية السفارة الاسرائيلية في الارجنتين، ذلك الحادث الذي خلف 29 قتيلا، وبعد سنتين تم تفجير بناية الطائفة اليهودية في الارجنتين.