الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الدم والنفط السوري.. والاتحاد الأوربي!‏

الدم والنفط السوري.. والاتحاد الأوربي!‏

20.04.2013
ياسر سعد الدين

مختارات الثورة السورية
السبت 20/4/2013
الاتحاد الأوربي والذي يشارك بشكل غير مباشر بإطالة الصراع في سوريا ويتحمل مسؤولية أخلاقية كبيرة في سفك الدماء فيها، إن كان من خلال حظره السلاح عن الضحية أو من خلال مسيرة تاريخية طويلة في دعم نظام الأسد والتي لا يتسع المجال لذكرها لأكتفي بمثال استقبال ساركوزي في صيف 2008 لبشار الأسد في مؤتمر من أجل المتوسط بعد نحو أسبوع فقط من مجزرة صيدنايا والتي نقلت بعص تفاصيلها على الهواء، متجاوزًا في الوقت نفسه ومنهيًا حصارًا فرض على النظام بعد عملية اغتيال الحريري.
الاتحاد الأروبي أعلن مؤخرًا أنه بصدد شراء النفط من المعارضة السورية في موقف يظهر أنه دعم لتلك المعارضة وسحب إضافي لشرعية النظام الحاكم. غير أن الحديث عن النفط السوري يجر معه أيضًا تداعيات في الذاكرة العربية بأن الغرب معني بمصالحه الاقتصادية والسياسية أكثر بكثير مما هو معني بما يعلنه من حقوق الإنسان وحريته.
لا أتصور أن القرار عاطفي أو أنه يستهدف مساعدة المعارضة اقتصاديًا أو حتى سياسيًا. فالمناطق النفطية تقع في أيدي فصائل مختلفة كما أن غياب الغطاء الجوي يجعل من تصدير النفطي أشبه بالعملية الانتحارية بل ربما أن القرار الأوربي هو دعوة تحريضية وغير مباشرة لنظام الأسد الأرعن لقصف الآبار البترولية مما يستدعى مواقف دولية تبدو في طور التشكيل.
وإذا أسأنا الظن قليلاً -وفي السياسة لا بدّ من ذلك- فإن الإعلان ربما يريد أن يظهر عجز المعارضة وحكومتها على التعاطي الاقتصادي والسياسي مع “أصدقاء سوريا” والذين يسعون “جاهدين” لمساعدتها ومساندتها. كما أن التعامل مع حكومة المعارضة بشكل رسمي دون سحب الاعتراف بنظام الأسد بشكل كامل وإغلاق سفاراته وطرد دبلوماسييه من العواصم الأوربية، كأنما يمهد لتقسيم سوريا كأمر واقع من خلال التعامل مع جهتيين رسميتين.
كان أولى بالاتحاد الأوربي تحويل الأموال المنهوبة من عائلة الأسد والموجودة في بنوك غربية وأرصدة النظام المجمدة لتمويل المعارضة السورية وتزيدها بما تحتاجه من مواد إغاثية وإنسانية بل وحتى معدات تسليحية.
من المؤسف أن أداء المعارضة السورية بالغ السلبية بالإضافة إلى سوء تصرفات أطراف منها والتي بدت في تعيينات أعضاء مكاتبها وسفاراتها والتي خلت من الشفافية وتدخلت فيها الشللية والمحسوبيات والقرابات بالإضافة إلى وجود عناصر بارزة أصبحت وبشكل فج محسوبة على هذه الدولة وأجهزتها الأمنية أو تلك تجعل المعارضة عاجزة على اتخاذ مواقف واضحة وصارمة من المكر السياسي الدولي سواء من حلفاء الأسد المعلنين أو من أصدقاء سوريا المخادعين والزائفين.
ياسر سعد الدين