الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لعبة القط والفأر

لعبة القط والفأر

01.03.2014
اليكس فيشمان


القدس العربي
يديعوت ـ 26/2/2014
الجمعة 28/2/2014
تم الهجوم المنسوب الى سلاح الجو على حدود سوريا مع لبنان في ليل أول أمس بسبب الضعف الجوهري للمحور المتطرف ايران سوريا حزب الله. فاذا ضبط الامريكيون أنفسهم هذه المرة ولم يسربوا الخبر عمن يقف من ورائه كعادتهم فهناك احتمال لأن ينتهي هذا الهجوم ايضا حتى دون احتجاج سوري أو لبناني.
يبدو أن الذي هاجم قافلة سلاح حزب الله قدر أنه لن يكون رد من الطرف الثاني. فقد أضعفت الحرب الاهلية في سوريا قوة المثلث المتطرف. وما بقي الايرانيون والسوريون وحزب الله يعيشون مع شعور بأنه ما زال يوجد احتمال للابقاء على نظام الرئيس الاسد على حاله فلن يهتموا بجر اسرائيل الى داخل النار برد قد يفقد السيطرة وينشب حربا اقليمية.
ومع ذلك يحاولون أن يمطوا الحبال في مجالات ما كتهريب السلاح الى لبنان مثلا، لا توجب على اسرائيل أن تُجر الى حرب شاملة. وهذه لعبة قط وفأر، فهم ينجحون مرة ويخفقون اخرى وكل شيء مسألة معلومات استخبارية في الوقت المناسب وفرصة عملياتية لاستغلالها.
أفادوا في لبنان أن الجيش الاسرائيلي هاجم قافلة صواريخ ثقيلة. اجل إن اسرائيل يقلقها امكان أن تصل الى لبنان قذائف صاروخية وصواريخ ذات مدى ودقة وقوة قد تزرع الدمار في مواقع استراتيجية أو مكتظة بالسكان. والحديث بحسب التقارير في ‘جينس، عن قذائف صاروخية من طراز ‘سمارش’ وعن القذائف الصاروخية ‘فاتح 110 وعن صواريخ ‘إم 600 وعن صواريخ سكاد متقدمة. وما لم توجد في لبنان كتلة حرجة من الصواريخ من هذا الطراز فستقل شهوة حزب الله للهجوم على اسرائيل.
إن هجوما جويا يمكن أن ينفذ في خلال ساعات معدودة: منذ اللحظة التي يتم فيها تلقي المعلومات الاستخبارية الى أن تقلع الطائرات. ويمكن أن تنام المعدات في المخازن لكن منذ الوقت الذي يُتلقى فيه انذار استخباري بحركة وسائل قتالية تبدأ الساعة بالتكتكة. لأنه يجب الامساك بالهدف قبل أن يُبتلع في داخل لبنان. وإن هذه الفترات بين تحديد الهدف الى القضاء عليه تلائم قدرات سلاح الجو الاسرائيلي.
ومع ذلك فان قوات بحرية ايضا مسؤولة عن عمليات كثيرة تتم في السنوات الاخيرة وراء خطوط العدو. فسلاح البحرية الاسرائيلي بسفنه وغواصاته وقوات صاعقته البحرية مسؤول عن نحو من 60 بالمئة من تلك العمليات الغامضة: ففي السنة الماضية مكثت الغواصات أكثر من 140 يوما من الابحار العملياتي في مجالات العدو. أحدثت التقنية المتغيرة ظاهرة اعلامية مميزة لأنه اذا كانت العمليات السرية الى ما قبل بضع سنوات تنتهي الى اعلان من متحدث الجيش الاسرائيلي وفي اسوأ الحالات الى زيارة رئيس هيئة الاركان لجرحى في المستشفيات فقد حلت وكالات الانباء في العالم الغربي اليوم محل متحدث الجيش الاسرائيلي، ولم يعد أحد يتحمل المسؤولية ولم يعد أحد يلقي بالتبعة.
متى ستحين نقطة الانكسار لدى الطرف الثاني فيشعر بقدر كاف من اليأس ـ أو بقدر قوي ـ ليرد بنار مؤلمة على هذه الهجمات؟ لا يستطيع أحد أن يُقدر ذلك لكن كل هجوم آخر يزيد في سعر المقامرة.