الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لعبة.. تحقيق التوازن

لعبة.. تحقيق التوازن

15.07.2013
محمد أحمد الحساني

عكاظ
الاثنين 15/7/2013
برزت في وسائل الإعلام العالمية وفي أحاديث الساسة الغربيين عبارة «تحقيق التوازن» ويقصد بها مد الجيش السوري الحر والثوار ببعض الأسلحة الخفيفة والمتوسطة لجعلهم قادرين على الصمود مدة أطول أمام جحافل جيش الطاغية ومن يعينه على قتل شعبه من أحزاب مجرمة، ودول شيوعية ملحدة، وظاهر عبارة «تحقيق التوازن» فيه الرحمة وباطنها من قبلها العذاب والقتل لأن معناها على أرض الواقع أن يستمر الصراع والقتل لشهور أو أعوام، وأن يصبح لدى كل طرف سلاح يستعين به على تدمير الطرف الآخر، فإذا كان ضحايا النظام خلال عامين قد بلغ أكثر من مائة ألف ضحية من المدنيين الذين قتلوا عند استهداف قواته وشبيحته ومحازبيه لتجمعات ومعسكرات الجيش الحر، فكم سيصبح عدد القتلى من الجانبين إذا أصبح لدى الجيش الحر أسلحة فتاكة يستطيع بها تدمير معسكرات جيش النظام وما حولها من مساكن مدنية لو أن المعركة في ظل «التوازن» المدعوم دوليا وإقليما استمرت لمدة مماثلة؟! لا شك أن عدد الضحايا سوف يكون في عام واحد أكثر منه في عامين غابرين، فهل هذا هو الهدف الذي اجتمعت من أجله الدول تحت شعار صداقة الشعب السوري، ومتى كانت الصداقة بتزويد الطرف الصديق بأسلحة محدودة لا تحقق له النصر المؤزر، بل مجرد التوازن حتى يظل يقتل ويقتل لأن «اللعبة» لم تنته بعد أو أن اللاعبين الكبار لا يريدون إنهاءها إلا بعد تحقيق أهداف خاصة مرسومة، ولا يهم في سبيل تحقيقها أن يقتل نصف الشعب السوري، ويشرد ويدمر النصف الآخر!
لقد كان حريا بمن زعموا أنهم أصدقاء للشعب السوري من دول الغرب خاصة، أن يكون لهم موقف داعم قوي يؤدي إلى انتصار الثورة على الطاغية ما دام أنهم «يبربرون» صباح مساء بأنه مجرم قاتل فاقد للشرعية ظالم لشعبه مبين، أما التوازن المزعوم الذي يتنادون لتحقيقه بين طرفي النزاع فإنه يساوي في أفضل الأحوال بين الجزار والضحية، وبين الظالم والمظلوم فما أقبحه من توازن، وما أبعده عن أي معنى للصداقة والنصرة والدفاع عن الحق والمبادئ الفاضلة التي كثر الحديث عنها والتشدق بها في لقاءات اللاعبين الكبار أو بالأصح المجرمين الكبار!!