الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لعبة جنيف 3 مكشوفة إلا إن غيرت روسيا موقفها

لعبة جنيف 3 مكشوفة إلا إن غيرت روسيا موقفها

01.12.2014
الوطن السعودية



الاحد 30-11-2014
تأتي زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدا إلى تركيا لتكمل سلسلة من التحركات التي كانت موسكو مركزا لها، وقام بها عدد من أصحاب العلاقة بالشأن السوري مثل المبعوث الدولي دي ميستورا أو أشخاص من المعارضة السورية وغيرهم، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل حول جدية روسيا في العمل على إنهاء الأزمة السورية والتوقف عن دعمها للنظام السوري، بحيث يلين موقفها المتشدد المتمثل في إصرارها على التمسك ببشار الأسد مهما كان الثمن.
من مؤشرات وجود شيء ما لدى روسيا هو اللقاء الذي عقده وزير الخارجية التركي أول من أمس مع وفد من الائتلاف الوطني السوري ونوقشت فيه مبادرة المبعوث الأممي، وموضوع المنطقة الآمنة وغيرهما، والأهم هو ما تسرب عن الوزير التركي من أن موسكو لديها النية أن تعمل للتمهيد نحو حل سياسي.
الإشكالية التي يصطدم بها أي متابع للشأن أن ما سبق كله ينسفه من أساسه تصريح من مسؤول روسي، مثل التصريح الروسي الصادر قبل ثلاثة أيام حول تمسك موسكو بنظام الأسد، فروسيا تعلم علم اليقين أن أي حل لا يتضمن رحيل الأسد هو حل فاشل، فهل هي إذًا تمارس لعبة جديدة لمنح وقت أكثر للنظام السوري، وتزيد هي من مكاسبها اللاحقة مثل بيع السلاح للنظام السوري وتراكم الديون على البلد، إضافة إلى الاستفادة من الملف السوري في المساومة على القضية الأوكرانية.
غير أن اللافت أن روسيا صارت تطرح مشروعا جديدا لجولة مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة تحت مسمى "جنيف 3"، وربما تدعو إلى حكومة انتقالية توافقية بين النظام والمعارضة، وهو طرح مقارب لما تمخض عنه "جنيف 1"، أي أن الفترة الفاصلة بين الجولتين لم تقدم أو تؤخر في شيء على أرض الواقع، فالنظام متمسك بالسلطة، والقتل مستمر وكذلك الدمار، ويكاد يكون المتغير الأهم هو تزايد المساحات التي تسيطر عليها التنظيمات المتطرفة والإرهابية.
وعليه، فإن كان ما تقوم به روسيا أمرا جديا فلتعلن ذلك وتعمل بصدق من أجل خلاص الشعب السوري، وبالتالي خلاص المنطقة مما يعصف بها، أما إن كانت روسيا تقول شيئا وتضمر سواه وهو الأرجح، فلتكن صريحة لأن المنطقة لا تحتمل المزيد من العبث، ولعبة "جنيف 3" ستكون مكشوفة قبل أن تبدأ إن لم تبنَ على أسس واضحة وصادقة.