الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لعنة سوريا

لعنة سوريا

13.07.2013
سميح صعب

النهار
السبت 13/7/2013
توقع رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ان تستمر الحرب في سوريا عشر سنين ليتفق في رؤيته وتوقع الاستخبارات الاسرائيلية أن تستمر الاضطرابات التي بدأت قبل نحو ثلاث سنوات في المنطقة مثل هذه المدة من السنين قبل ان تتبلور الخريطة الجيوسياسية الجديدة للمنطقة بعدما محيت حدود سايكس - بيكو في سوريا الطبيعية على وقع الحرب السورية، وبعد الاهتزاز الذي اصاب مفهوم الدولة العميق في مصر، فضلاً عن حال فوضى وعدم استقرار في تونس وليبيا واليمن.
ومن قال ان ما يحدث في مصر منذ عودة الجيش للامساك بالقرار بعد تجربة مختصرة جداً لـ"الاخوان المسلمين" في الحكم، ليست له علاقة بمسار الحرب في سوريا. فلو كان "الاخوان المسلمون" انتصروا ووصلوا الى الحكم في سوريا، هل كان الجيش المصري ليتجرأ على استرداد الحكم حتى لو خرجت الملايين الى الميادين تطالب بعزل مرسي وتشكو مما اصابها في حالها واحوالها الاقتصادية والاجتماعية والامنية نتيجة حكم "الاخوان"؟
من هنا ترابط وثيق بين قدرة النظام السوري مدعوماً من روسيا وايران على الصمود في وجه التغيير الجيوسياسي لمنطقة بكاملها وليس لسوريا فحسب. فلو انقلبت سوريا الى حكم "الاخوان" لكانت المنطقة كلها سقطت في أيديهم. وهذا ما استشعرته دول خليجية تعمل الآن على تقديم الدعم المادي لخريطة الطريق التي اعلنها الجيش المصري وعزل بموجبها "الاخوان" من السلطة وقبل ان يحذو حذو "اخوان" تركيا في تحجيم دور الجيش الى حدود الاذلال.
وباستنتاج سياسي بعيد من التعقيد وغاية في البساطة، إن تعثر الاسلام السياسي في سوريا اتاح للقوى التي تنظر بعين الريبة الى هذا المشروع، التجرؤ على تحديه على رغم ان المشروع الاخواني كان يحظى برضا اميركي واضح من تركيا الى مصر الى تونس، حتى انه كان يبدو ان واشنطن التي دعمت انظمة استبدادية عسكرية المنشأ طوال 60 عاماً في الشرق الاوسط، قد وجدت في "الاخوان" ضالتها التي يمكن عبرها ان تتصالح مع العالم الاسلامي وتحد من نظرة الكراهية الى الولايات المتحدة التي تعززت بعد حربي افغانستان والعراق.
لكن اقدام الجيش على اسقاط الحكم الاخواني في مصر اربك اميركا مجدداً وجعلها تعيد تقويم السياسات التي يفترض تبنيها إزاء منطقة تعيش تقلبات سريعة ولا تستقر على حال منذ ثلاث سنوات. ولعل في قول ديمبسي ان المنطقة مقبلة على اضطرابات لمدة عشر سنين، أبسط مخرج للهروب من التورط في الصراعات الدائرة.