الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لقاءات "فيينا".. والسراب الكاذب!!

لقاءات "فيينا".. والسراب الكاذب!!

05.11.2015
د. خالد حسن هنداوي



الشرق القطرية
الاربعاء 4/11/2015
حقا ما قاله أحد الحكماء: إن جميع مياه الغيث العذبة التي تهطل من السماء على البحر المالح لن تجعله عذبا أو قليل الملوحة، فكذا الناس الذين تربوا على الحقد والإضرار بالآخر من بني جنسهم، فإنهم لا يمكن أن يكونوا سُمَحاء ويغيروا من بعض طبعهم إلى الأحسن لتتم الحياة بين الجميع بالتعايش والمسالمة، وإن أناسا يعدّون أنفسهم بشرا ويرضون -عقديا ومذهبيا وطائفيا- أن يكونوا تبعا وخُدّاما لهؤلاء اللئام لن يصلح بهم أي مجتمع أبدا لأن الله تعالى لا يُصلح عمل المفسدين. ولذلك فإننا نشير للتذكير إلى موقف بوتن المجرم الأكبر والسفاح الجراح بفرم البشر عبر تاريخه المُشين، ونشير إلى موقف وكيل وزارة الخارجية الإيراني نيابة عن موقف مرشده علي الخامنئي "حسين أمير عبد اللهيان"ضمن وفد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني الذي لم ينبس ببنت شفة في هذا المجال وإنما تكلم عبد اللهيان في مستهل مؤتمر لقاءات "فينيا" عاصمة النمسا لمعالجة القضية السورية بقوله: إن تجاوز الأسد ممنوع وخط أحمر. تماما كما هو الرأي الثابت إلى هذه اللحظة لنتنياهو رئيس وزراء إسرائيل. ولكن ظريف الذي يعتبر عرّاب الاتفاق النووي الإيراني اليوم غازل نتنياهو بقوله – لدى وصوله إلى "فينيا": لا يمكن التوصل إلى إحلال السلام في سورية من دون إيران ولذلك نقول: إن سلام سورية سيكون أصعب من الحروب التي تشهدها! ونحن نقول: إن الهدف معروف لأن خامنئي ونتنياهو يريدان تخصيب الأسد ويأمر خامنئي حسن نصر الله في لبنان وهو اتفاق واقعي – مع الصهاينة طبعا – أن يخطب ويكرر اعترافه بولاية الفقيه خامنئي ويتحدى بكل سفه المضطرب الفاقد لأعصابه:"إن من يترك القتال منا في سورية كمن يترك الإمام الحسين ليلة عاشوراء"!! وهل يعتبر هذا إلا تعويضا نفسيا- بسبب النقص المركب - عن الضحايا الكبيرة التي تترى في الحَلَبة السورية ضده وضد إيران حيث عجز اللانظام المنهار وأمريكا وإسرائيل وإيران وحزب الله والمليشيات الشيعية كلها عن إحراز تقدم ملموس لصالحهم في مقابل المجاهدين على أرض الشام رغم ضعف العدة بالمقارنة بين الطرفين! وإن إيران التي تجرب نفسها اليوم على الأرض تحت المظلة الروسية الدائمة للتعاون قديما وحديثا – كما كانوا ضد العثمانيين – لن تفلح من جديد أبدا. وحتى لو تم ذلك بالتنسيق مع إسرائيل وروسيا فالحق أبلج والباطل لجلج، وإن موسكو أيضا لن تنجح في تحقيق عودتها إلى الشرق الأوسط ما لم تصل إلى حل سياسي يضمن خروج جميع اللاعبين من الجحيم السوري وهذا لن يمكن – كما قلنا في البداية – لأن الطبع سيغلب التطبع!، صحيح أن القياصرة أيام ستالين والسوفييت لم تكن أمامهم مطامع البترول والغاز، ومع ذلك أبادوا الملايين من المسلمين، لكن اليوم ثمة أغراض ميكافيلية ودينية يصفونها بالمقدسة!. وكلها مظاهر لما هو قد بات معروفا أنه الأخطر الذي يسيل له لعابهم النفط، والغاز والذهب. وهم يعلمون أن الصهاينة والأمريكان لا يمكن لهم تحقيق ذلك إلا بالاتفاق على مثل الأسد السفاح الذي زرعوه وأباه أصلا مع الصهاينة والأمريكان لهذا الهدف.