الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لكـــن اللــــه يا حرائر ســوريا

لكـــن اللــــه يا حرائر ســوريا

15.12.2013
م . معاذ فراج


القدس العربي
السبت 14/12/2013
تناثرت دموعي حسرة وقهرا وأنا أشاهد تقريرا تلفزيونيا مصورا عن لاجئة سورية في أحد المخيمات المبعثرة ، تقف وسط كومة من الثلوج، تحمل بين يديها صخرة ثقيلة تحاول بها كسر جذع شجرة لتوقد من حطبها نارا داخل خيمتها تدفئ بها أطفالها. كانت كلما ألقت الصخرة على الجذع تدحرجت بعيدا دونما فائدة، فتهرول وراءها لتحملها تارة أخرى ولسانها يلهج بالدعوات على الخنزير بشار … أعدتُ رؤية المشهد أكثر من مرة، فمتُ بسببه أكثر من مرة.
مللتُ من نفاقي المتقن وصدقي الزائف، وضجرت من تلك الشعارات الجوفاء التي أكتبها وأقرأها على الصفحات ليل نهار، غفرانك ربي … فلقد بت أحتقر حتى تلك الدعوات الفارغة المتلوة على المنابر، التي لا يعقبها تضحيات أو مجاهدة نفس سوى التهام وجبة دسمة في مطعم دافئ أو بيت وثير … يا قيح قلبي …
عذرا منكم … فقد قررتُ من اليوم فصاعدا الامتناع عن الكتابة في موضوع اللاجئين السوريين حتى إشعار آخر … على الأقل حتى أقتسم رغيفي مع لاجئة سورية طاهرة حرة … حينها سأعود للكتابة بعدها بقلب مطمئن … عذرا منكم … فلا خيار أمامي سوى الهروب من ضمــيري ، لعلي أعذر أمام الله ، وأمام نفسي المترفة اللوامة…
اللهم انتقم من أثرياء العرب وحكام المسلمين ، الذين رأوا حرائر سوريا تحت صقيع الشتاء يشقين ، وهم قابعون في أحضان العاهرات يعاقرون الخمور في حانات لاس فيغاس…