الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لماذا أعفى الأسد محافظ المصرف المركزي من مهامه؟ 

لماذا أعفى الأسد محافظ المصرف المركزي من مهامه؟ 

15.04.2021
المدن


المدن 
الاربعاء 14/4/2021 
في خطوة لم تكن مفاجئة، أقال رئيس النظام السوري بشار الأسد، حازم قرفول من منصب حاكم مصرف سوريا المركزي، من دون أن يتم الإعلان عن خليفته. 
ونص مرسوم، صادر عن الأسد الثلاثاء، على إنهاء تعيين حازم يونس قرفول حاكماً لمصرف سوريا المركزي، بعد أن تم تعيينه في منصبه بموجب المرسوم رقم 299 لعام 2018. 
وكعادته، يحاول النظام تحميل جزء من  مسؤولية الأزمات إلى المسؤولين، بحيث يتم الحديث عن فشل وتقصير من قبل هذا المسؤول وغيره، من دون الإشارة إلى مسؤولية رئيس النظام بشار الأسد. 
وبعد الإعلان عن المرسوم، قال موقع "سيريا ديلي نيوز" الموالي للنظام، إن قرار إعفاء حازم قرفول جاء لدوره السلبي وتقصيره الشديد وربما لفساده، في عملية المواجهة بين الليرة والدولار. 
وأضاف أن قرفول يتحمل مسؤولية كبيرة في ارتفاع سعر صرف الدولار خلال العام الماضي، بحيث لم يمتلك الجرأة والمسؤولية ليأخذ أي إجراء تقني لكبح ارتفاع الدولار، ورفض أي مقترحات مفيدة كانت تطرح لتقوية الليرة وتعزيز قدرتها أمام الدولار بحجة أنها مقترحات غير صحيحة، ما يؤكد عدم امتلاكه فكر المبادرة و تقنية التفكير الصحيح في مجاله المالي والمصرفي. 
وأنهى الموقع بالإشارة إلى أن "إجراءات الدولة مستمرة في مواجهة الحرب المالية وسيستمر تراجع الدولار أمام الليرة". 
ووفق قراءة الباحث الاقتصادي يونس الكريم، تشير خلفيات القرار، إلى أن النظام يحضر لإدارة جديدة لملف الليرة السورية والدولار، وفي الوقت ذاته يريد النظام إرسال رسائل تطمينية إلى التجار وشركات التحويل والصرافة، مفادها أن الطريقة الأمنية لإدارة ملف الليرة، قد تغيّرت. 
ويوضح ل"المدن"، أن قرفول كان سباقاً في تطبيق الحل الأمني بما يخص المشهد النقدي السوري، بحيث منع قرفول تداول الدولار في مناطق سيطرة النظام، وكذلك منع نقل المبالغ المالية الكبيرة بين المحافظات، واتخذ عدداً من الإجراءات الأخرى بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، ضد مكاتب الصرافة، أغلقت بموجبها شركات صرافة عديدة. 
وقال الكريم، إن قرفول منذ تسلمه مركزي النظام، عمد إلى تطبيق سياسة واحدة، وهي إلغاء طلب الدولار وتجميد عرضه، بحيث قادت هذه السياسة إلى ارتفاع الدولار من نحو 500 ليرة سورية في أيلول/سبتمبر 2018، إلى 4000 ليرة وأكثر. 
ويرى أن تحسن قيمة الليرة بعد تصحيح مسارها نحو التحسن، ووصولها عند حاجز ال3200 حالياً، هو أمر ناجم عن  سياسة قرفول ذاتها، بحيث تم إلغاء الطلب على الدولار بعد توقف البيع والطلب على العقارات والسيارات وغيرها، وجعل الحركة التجارية في الحد الأدنى، مستدركاً: "لكن أي زيادة في الحركة التجارية ستؤدي فوراً إلى ارتفاع الدولار مجدداً". 
ويتساءل الكريم: "هل سيسير خليفة قرفول على النهج ذاته، بحيث لا يتغير المشهد النقدي، وتبقى العملة عرضة للتذبذب، وعلى وشك الانهيار"، مضيفاً "انتهى دور قرفول وكانت مرحلته بائسة اقتصادياً، وعملية الإصلاح شبه مستحيلة، وأمام المحافظ الجديد مهام صعبة، وأهمها مهمة منع الليرة من تسجيل المزيد من الانهيار، بانتظار الحل السياسي". 
وفي أيلول/سبتمبر2020، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قرفول بموجب قانون "قيصر" لحماية المدنيين في سوريا، ويُعتبر قرفول الحاكم الثاني عشر للمصرف المركزي، وهو من مواليد 1967 محافظة طرطوس، وحاصل على شهادة الدكتوراه في المالية والمصارف من جامعة مونتسكيو في فرنسا. 
وسابقاً شغل قرفول منصب أمين سر هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وعمل قبل ذلك في مصرف سوريا المركزي لدى مديرية الأبحاث الاقتصادية والإحصاءات العامة.